عامر باشاب : انتبهوا أيها السادة!
{ ودعنا أيام الرحمة ودخلنا على أيام المغفرة وهي الآن على وشك المغادرة، وكما هو معلوم للجميع، أن شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، يا ترى كم هم الذين اغتنموا الفرصة واستفادوا من أيام الرحمة ولم يدعوها تتسرب من بين أيديهم، دون أن يفوزوا برحمة من رب العزة والجلالة الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء.
ويا ترى كم هم الذين ينتبهون إلى اغتنام الفرصة للاستفادة من كل دقيقة من العشرة الثانية أيام المغفرة ولن يدعوها تفلت من بين أيديهم لينالوا مغفرة الغفور الرحيم ونحن أحوج ما نكون لأن يغفر لنا الله ذنوبنا وخطايانا وهفواتنا وذلاتنا.
ومن هنا لابد أن نقبل بكل همة ونشاط على العشرة الثالثة القادمة (الأواخر) أيام العتق من النار ولا ندعها تمر علينا دون أن نغتنمها، وهي فرصة لعتق رقابنا من النار، ومن منا لا يريد أن تعتق رقبته من نار جهنم.
{ والاستفادة من (عشرة الرحمة) و(عشرة المغفرة) و(عشرة العتق من النار) تكون من خلال إقبالنا على العبادات بقلب خاشع ونفس مطمئنة مع أدائنا لفريضة الصيام على الوجه الأكمل، وكذلك لابد أن نحرص على إقامة الصلاة في مواقيتها، وأيضاً لابد من الإكثار من الدعاء والإقبال على المصحف الشريف لقراءة ما تيسر من القرآن آناء الليل وأطراف النهار.
ومن المهم كذلك إحياء صلة الرحم والتواصل مع الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء، ومعاودة المرضى.
وأيضاً الحرص على الإنفاق على الفقراء والمساكين، وتفقد أحوال كل أصحاب الحاجة من المعارف، خاصة الذين تحسبهم أغنياء من التعفف.
{ ومن الأشياء التي تشرح القلب في هذه الأيام حرص الناس وإقبالهم على الصلوات الخمس وأدائها في جماعة، حيث ظلت بيوت الله تحتشد بالمصلين.
{ ومن الظواهر الإيجابية اللافتة حرص الكثيرين خاصة الشباب على أداء صلاة القيام (التراويح) سعياً لاكتساب الأجر والغفران، وظهر تنافس حميم بين عدد من مساجد العاصمة لاستقطاب المصلين، حيث بدأت الهجرة إلى المساجد من أول يوم في رمضان، ومن بين المساجد التي جذبت إليها المصلين بحسن تلاوة أئمتها ومشايخها مسجد “الخرطوم الكبير” ومسجد “فاروق العتيق” ومسجد “القصر الجمهوري” ومسجد” القوات المسلحة ” ومسجد “سيدة سنهوري” بشارع الستين، ومسجد الشيخ “عبد الحي يوسف” بجبرة، ومسجد “القبلة” بشارع المطار ومسجد الشيخ “أبو زيد” بالعمارات شارع “15” وغيرها من المساجد الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.