خالد حسن كسلا : ارتفاع الدولار في جوبا
> في جنوب السودان وصل سعر الصرف إلى أكثر من خمسين جنيهاً ..اثنين و خمسين جنيهاً مقابل الدولار الأمريكي . > وهو أفضل بكثير جداً من سعر الصرف في السودان طبعًا .. فهنا سعر الدولار وصل 15 ألفاً ..نعم 15 ألف جنيه ..وليس 15 جنيها ..لأن الحكومة استفادت من تغيير العملة من الدينار إلى الجنيه وإلى جنيه الجمهورية الثانية في امتصاص الرقم التضخمي الكبير .. فسحبت الأصفار . > لكن القيمة هي نفسها القيمة .. وعملية مسح الأصفار هنا في السودان تختلف عن تلك التي كانت في تركيا ..فتلك كانت بوجود رصيد ضخم من العملة الصعبة ، لكن هنا لعدم هذا الرصيد فكانت فقط لامتصاص الرقم التضخمي الهائل . > و حتى حرب أكتوبر عام 1973م كان الجنيه السوداني يساوي أكثر من 3 دولارات ..لكن منذ ذلك التأريخ وقع عليه التآمر لمحاربته اقتصادياً ..وكأن الأمر انتقام . > لكن أين كان وقتها الساسة المميزون مثل منصور خالد و مامون بحيري من انطلاق مسيرة انهيار قيمة العملة الوطنية؟ > اليوم دولة جنوب السودان تفتقد إلى خبراء اقتصاديين كي ينصحوا سلفا كير بألا يتخذ قرارات من شأنها أن تشعل الحروب وتعطل بالتالي الإنتاج وصادر النفط وغيره كما فعل مع مشار . > فقد عاد مشار وبجيش مستقل مكون من القوات التي انشقت من الجيش الشعبي جيش التمرد قبل اتفاقية نيفاشا ..لكن لم تعد معه قيمة العملة الوطنية كما كانت . > و الآن تداعيات قرار سلفا كير الذي لم يراع فيه الظروف على الأرض ما زالت مؤثرة جداً على سعر الصرف هناك . > والحركة الشعبية التي تحكم جوبا لا تهتم أبداً باستقطاب اقتصاديين ليكونوا عوناً للحكومة لتنبيهها بالوقاية مما يدني العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية . > هي فقط دولة توظيف لنفوذ أمريكي وطمع يهودي ..وكلما انهارت العملة هناك أمام الجنيه .. كلما قوي النفوذ الأمريكي وتحقق الطمع اليهودي . > ولذلك تأتي القرارات والسياسات المشعلة للحروب في صالح هذا النفوذ وهذا الطمع . > ولا تظنن الحركة الشعبية أن واشنطن تريد مصلحة جنوب السودان ..ففي الولايات المتحدة هناك الشعب مقسم إلى طبقة نبلاء وطبقة عبيد حتى الآن رغم أنهم جميعا يحملون جنسية واحدة لها أهميتها وحساسيتها خارج أمريكا ..فما الذي يجعل واشنطن تهتم بمصالح الشعب في جنوب السودان؟ > الاقتصاديون هم الذين يستشارون في اتخاذ القرارات ورسم السياسات لتفادي الوقوع في المشكلات المالية الخانقة . > وحكومة جوبا اتخذت قراراً أشعل الحرب وعطل العملية الاقتصادية وشوه العملية السياسية وكانت العملة الوطنية ضحية ذلك . > وحتى تقسيم الجنوب إلى ثماني وعشرين ولاية يمكن أن تتولد منه أضرار اقتصادية ..لكن مثل هذه الأضرار تبقى مفيدة للمصالح الأجنبية خارج إفريقيا المغفلة في أجزاء كبيرة. > كل القارة الإفريقية مستهدفة في اقتصادها من الخارج لتكون باستمرار مهيئة لسيطرة الرجل الأبيض سواء كان أمريكياً من طبقة النبلاء أو يهودياً من دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين. > لذلك في جنوب السودان تتمسك القوى الأجنبية بشخصيات معينة لتسيطر على الأوضاع لا علاقة لها بالاقتصاد وتفهم فيه شيئًا ..فهي مغفلة جدًا . > قل لي: أي اقتصادي من جنوب السودان معروف تضمه حكومة جوبا العميلة لواشنطن وإسرائيل ويوغندا ضد مصالح شعب الجنوب؟ > العملة الوطنية في جنوب السودان ستستمر في التدهور و سيستمر جنوب السودان في استيراد الخمور نكاية في حكومة السودان في الخرطوم .. وتضيع العملة الصعبة في السلع التافهة والهامشية هناك كما تضيع هنا ..ويرتفع سعر الدولار ويستمر في الارتفاع .ويبقى أن يلعن شعب الجنوب المسكين واشنطن الخداعة. غداً نلتقي بإذن الله ..