اسحاق الحلنقي : من أين جاءت ليلى نجمة الأماسي الملكية
* بعد أن تسلم العازف الراحل محمد عبد الله محمدية إخطاراً بإعفائه عن العمل في أوركسترا الإذاعة أخذته خطاه المتعبة إلى شجرة الذكريات داخل حوش الإذاعة، عله يرتاح قليلاً من جرح أصابه في الصميم، وهناك أخذ يتأمل زملاءه العازفين يتجهون إلى بوابة الاستديو دون أن يكون بينهم كما كان في سالف الأيام، فأرسل آهة قال بعدها إنه لم يسمع طوال حياته أن كرواناً صدر له أمر بالكف عن التغريد بسبب بلوغه سن المعاش إلا في إذاعة أم درمان.
* قال لي مولانا محمد ياسين إنه لن ينسى أمراً أصدره أحد زملائه القضاة بإعدام إمرأة باهرة الجمال إعترفت أمامه بقتل عشيقها، وأضاف لقد تألم زميله القاضي كثيراً، وهو يدفع بزهرة يانعة إلي مقصلة الإعدام، وقال إن الغريب في الأمر أن هذا القاضي رثاها بقصيدة أبكتنا جميعاً، ولكن هكذا القانون يعلو ولا يعلى عليه.
* لم أكن أعلم أن الراحلة ليلي المغربي تكتب الشعر الغنائي، ولكني بعد أن استمعت إلي أغنية كتبتها لحنها الموسيقار أحمد شاويش شعرت أن في كلماتها شاعرة أخذت من رقة إسماعيل حسن ومن تأوهات حسين بازرعة ومن حنية عبد الرحمن الريح، فسألت نفسي ترى من أين جاءت نجمة الأماسي الملكية بهذا الإبداع، إلا أنني تذكرت فجأة أن النجمة تولد بنورها والفراشة تولد بألوانها ، كذلك ليلى ولدت والهلال على جبينها.
* لم يتلقَ الشاعر الكبير عبد الرحمن الريح تعليماً أكاديمياً يذكر، ولكنه بالرغم من ذلك كتب جمالاً شهدت به أغنيات خالدات قدمها لعيوننا، ولم تزل حتى هذه اللحظة تتمشى بين أنفاسنا كلما تنفست وردة أو تهيأت غيمة لهطول، غادرنا هذا الرائع ذات يوم لم يكن أبيض علينا دون أن يجد منا كلمة طيبة يسمعها منا، ولن يسمعها طالما كانت هنالك بنادق توجه إلى أجنحة العصافير
* هاتف الفنان المصري المعروف محمد منير الفنانة الكبيرة (أنغام) بعد أن استمع إليها تردد أغنية من أغانيه هاتفها قائلا: (تعرفي يا أنغام إنك كنتي هايلة أوي في أدائك لأغنيتي، وأنا نفسي ما كنتش حأغنيها بالجمال ده)، تنازل منير عن هذه الأغنية للفنانة أنغام، بل توقف نهائياً عن ترديدها في جميع حفلاته الغنائية إكراماً لها.
هدية البستان
نجمة نجمة الليل نعدو
والسنين يا حليلنا عدو
وانت ما عارف عيونك
لما تسرح وين بودو