شمائل النور : ألسنتهم..!
في علم النفس. إنكار الحَقائق أو التلاعب فيها، يُعتبر أحد استراتيجيات الدفاعات النفسية التي تَهدف إلى خلق شُعُور بالارتياح الزائف لدى الشخص المَريض. لقد غَرقت قيادات الإنقاذ خلال السنوات القليلة المَاضية وهي في مَقام تَعديد الإنجازات، في إجراء مُقارنات في أحوال ومَعاش الناس قبل مَجيئها وبعده، وأصبحت هذه المُقارنات من شدة بُؤسها تشبه لحد كبير الإعلانات الرخيصة لمُنتجات “الشامبو” التي تعتمد على خداع المُستهلك عبر تصوير خرافي لحالة ما قبل استخدام “الشامبو” وما بعد الاستخدام. كم هي بائسة وساذجة، أكثر من كونها مُستفزّة، كما أنّها مع كل ذلك تُعبر عن خواء المشروع الذي صدحوا به لأكثر من ربع قرن، حقاً، فلم يجدوا إنجازاً، سوى مثل هذه “الخُزعبلات”.
إنّ الذين يعقدون مثل هذه المُقارنات والحاج آدم نموذجاً، يستحقون أن نمنحهم وسامات الشفافية، فهم وفي غمرة زهوهم بقدرتهم الخارقة في تغيير واقع الحال من بائس إلى (أفضل) كَمَا يَعتقدون، المُقابل، هم يمنحون دون كثير مُغالطات شهادات تاريخية ببؤس الحال وما وصل إليه، حقاً يَستحقون الثناء على شَفافيتهم، فهم يفضحون خواء المشروع أكثر من كونهم يمتنون على الشعب.
الحاج آدم حَرّرَ شَهادة وفاة لمشروعه الفاشل، حينما قال إن، حتى، عود الثقاب لم يكن مُتوفراً قبل “نزول” الإنقاذ، لكن الرجل ليس وحده، قاموس البؤس بدأ منذ أن وَصَفَ القيادي الإنقاذي مصطفى عثمان إسماعيل الشعب بـ (الشحاتين) فكفا شعب السودان رداً ذلك ما خطّه الكاتب السعودي تركي الدخيل. هي الإنقاذ، وليس ما يأتي به قَادتها أمراً شاذاً، إن لم يكن جُزءاً من استراتيجيات جديدة للحزب تعمد مثل هذا التهريج، وإن كانت مثل هذه الأحاديث أمراً غير مُستحبٍ فكان من باب الاحترام أن يتقدّم الحزب باعتذار رسمي للشّعب السُّوداني، بل اعتذار لنفسه قبل الشعب، لكن هذا الأمر ليس حديثاً، كما أن ردود الفعل التي أثارها حديث الحاج آدم ليست حديثة كذلك، إذاً، هو أمرٌ أكثر من طَبيعي. الاستفزاز والمَن واستعلاء القيادة على الشعب، كله ليس مُهمّاً، فهذا بات مَنهجاً رَاسخاً، لكن الأمر المُهم، والذي ينبغي أن يَعلمه الناس، إنّ الإنقاذ بعد أكثر من ربع قرن، تنعي نفسها بنفسها. تتلفت يمنةً ويسرةً ولا تجد ما تُشير إليه لتسميه إنجازاً، فتراها تتخبّط من “بيتزا” و”هوت دوغ” ثم “صابونة” و”كبريت”، ثم “خمر” و”دعارة”.. حقاً، إنها نهاية مشروع، وهذه هي النتيجة المُهمّة التي يقودوننا إليها دون مُغالطات.. يقول أحد الفلاسفة: لسان الجاهل مفتاح حتفه.