جلال الدين محمد ابراهيم : يقظة شعب
عندما قسم الله الأرزاق احتج معظم خلق الله بضيق الرزق والأغلبية يرى أن رزقه قليل ولا يكفيه، وأن الله قدر عليه رزقه وابتلاه بذلك، ويظل في ضيق، ويظل يشتكي من ضيق الرزق الى ما شاء الله، وربما يقارن نفسه بفكره المتطور والذكي مع آخر يظن أنه(غبي) ورزقه أكثر منه.
وعندما خلق الله العقول وزع الله سبحانه وتعالى نعمة العقل والتفكير على مخلوقاته، لم يشتك أي مخلوق من غباء او جهل، بل الكل راضٍ بما قسم له من عقل، وإن كان مثل بهيمة الأنعام، وإن كان (مجنوناً أو أهطلاً وغبياً) فهو يرى نفسه أذكى الناس.
ولن تجد من يعترف بأنه فاقد الأهلية الفكرية، بل العكس؛ الكل يدعي بأن اينشتاين ونيوتن إنما صنعتهم الصدفة ، وأن عقله هو يتفوق عليهم بأضعاف أضعاف الفكر اذا وجد الفرصة،( طبعاً الفرصة هي أن يكون في منصب دستوري رفيع ويجي ويطلِّع عينا بالغباء).
كذلك المجنون لا يعرف بأنه مجنون، فلو عرف المجنون أنه مجنون لما كان مجنوناً في الأصل، كذلك القياس على الكل مثل(الغبي والأهطل وفاقد الفكر والأهلية الفكرية) كلهم لايعلمون بذلك ولكن تصرفاتهم ونتائج أفعالهم وأقوالهم هي التي تعكس لك تصنيفهم في أي خانة.
في بحث – ما زال تحت الإعداد عن الحال الاقتصادي لكل قيادات التمرد والحركات المسلحة وعن كل قيادات الأحزاب؛ إن كانوا معارضة او مع الحكومة، علماً بأن البحث ما زال في طور الإحصاء ولم يكتمل – وجدنا مبدئياً التالي :-
1- كل قيادات الحركات المسلحة بصفة خاصة مناوي وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار، وخاصة (عبد الواحد نور (يعتبرون من أغنى الأغنياء مادياً، وربما الأرصدة المالية لبعضهم تزيد عن مئات الملايين من الدولارات، بل هم يتنافسون (أي منهم أعلى رصيد من الآخر ليستلم قيادة المجموعة).
2- كذلك هم أكثر الناس تحدثاً عن التهميش والمهمشين؛ بينما لا أحد منهم إلا وهو مترف حد التخمة، وعائلاتهم تحمل الجنسيات الغربية ويتمتعون برفاهية عالية لدرجة (البذخ المترف الفاحش).
3- كذلك هنالك بعض الرجال عملوا مع الحكومة المتعاقبة، وحتى أن البعض منهم من المحسوبين على المؤتمر الوطني أوالحركة الإسلامية، وظهر أن حالهم الاقتصادي قد تغير بشكل كبير جداً وغير مسبوق، ولا معهود بشكل منطقي وهم ينادون بعبارة (هي لله هي لله).
4- ووضح تماماً أن المتمردين استغلوا عبارة(التهميش) أبشع استغلال ورفع بها ثروته المالية، ووضح تماماً أن هنالك أيضا بعض من استغل عبارة (هي لله هي لله) في نفاق مع الله والشعب لا تخطية العين، وزاد من ثروته،( وقضايا الفساد شاهد على العصر).
5- لذلك لم يعد البعض من الشعب يثق في كافة الأطراف، ولا ثقة له في كل الأطراف (معارضة ولا حكومة ولا متمردين) وتساوى عنده الكل في القيم والمبادئ والمفاهيم، وهنا الكارثة لو تعلمون !!!
يا سادة باختصار، البلد تحتاج الى برنامج (يقظة شعب) وتغيير سلوك حياة (Attitude) وإعادة صياغة مفاهيم، خاصة لمن يفكر أن يتسلم منصباً عاماً، من أجل أن يكون لنا (شعب دولة (وليس )دولة لفئة من الشعب أهل الاصطفاء والولاء).