محمد عبد الماجد

علاوة الرضاعة!!


(1) > لا أرى (غضاضة) في أن يصرف آلاف الموظفين في ولاية كسلا أو غيرها من الولايات (علاوة رضاعة) كما أشار لذلك والي ولاية كسلا آدم جماع ,وهو يتحدث عن حدوث مخالفات بالخدمة المدنية بالولاية في خبر حواره مع (اليوم التالي) و (الصيحة) أمس. > هي بقت على (علاوة الرضاعة)؟. > المرأة هي التي ترضع جنينها ليس في ذلك خلاف – لكن (العلاوة)يجب أن تمنح لزوجها ، وليس في ذلك عجب. > الرجل هو الذي يوفر للمرضعة الغذاء والسكن الآمن والراحة ويعمل من أجل صحة وعافية المرضعة ، لذلك ليس هناك (إثم) في أن ينال الموظف (علاوة) على ذلك. > أعرف أن والي ولاية كسلا آدم جماع، نظرته لذلك الأمر ناتج من كونه (فساد) ، لأن الموظفين ربما حصلوا على هذه (العلاوة) بصورة غير شرعية. > لكن أحسب ان الذي أجبر الموظفين على ذلك – الحاجة والعوز وما وصل له حال الموظف في الخدمة المدنية. > أمين حسن عمر قبل أيام قال ليس هناك موظف يعمل في الحكومة يستطيع أن يعيش بما يصرفه من راتب من الحكومة. > أمين حسن عمر هو نفسه لا يستطيع أن يعيش براتب الحكومة كما قال. > لذلك تبقى هذه (العلاوة)مبررة – في سبيل الرواتب الضعيفة التي تمنح للموظفين. > محاربة الفساد – لن يكون عبر هذه الطرق التي تشكل المزيد من الضغط على المواطنين. > لكي تحارب الحكومة الفساد، عليها أن تمنح الذين يعملون في مؤسساتها المختلفة عائداً يمكنهم من العيش الكريم. > لا يعقل أن تمنح موظفاً ألفاً ونصف جنيه وتطالبه أن يعيش بهذا المبلغ ..أنت بذلك كأنك تلقي به في (الماء) وتقول له إياك أن تبتل. (2) > والي كسلا آدم جماع كان قد كشف لليوم التالي والصيحة عن حدوث مخالفات بالخدمة المدنية بالولاية ضبطتها سياسة حوسبة الأجور ، أبرزها حصول كل موظفي الخدمة المدنية البالغ عددهم 24 ألفاً (نساء ورجالاً) على علاوة الرضاعة المخصصة للموظفات فقط. > لمعالجة هذا الأمر، اعتقد أنه يجب ان يتم تعميم (العلاوة)على النساء والرجال لتكون بصورة(شرعية) بدلا من (حوسبتها) على ذلك الشكل الذي يحرم (الآباء) من ان يعودوا إلى (مرضعات) أطفالهم بكيلو موز أو رطل لبن أو ربع كيلو لحمة. > كل مؤسسات الخدمة المدنية وغير المدنية في العالم عندما يرزق (الموظف) أو (العامل) بمولود جديد، تطالب بشهادة المولود لتعديل مرتب (الأب) وتحسين علاواته. > الخطأ في ولاية كسلا ربما جاء من (التسمية) ، وهم يطلقون عليها اسم (علاوة رضاعة) لتظهر بهذه الصورة الصادمة والمرفوضة ، إذ تخصص العلاوة للموظفات لا الموظفين ، لذلك يبدأ(رفضها) بهذا الشكل. > تلك العلاوة يجب أن تمنح لكل (موظف) يرزق مولوداً لأن صرف الموظف يزيد بعد أن يرزق بالمولود..يبقى عندها من الطبيعي أن يزيد (الدخل) مثلما زاد(الصرف) ، حتى لا تحدث (خروقات) أخرى. > آدم جماع والي كسلا – أظنه يبحث عن تضييّق آخر على موظفي الخدمة المدينة في ولايته ..بدلاً من أن يدعمهم ويزيد مصادر دخلهم ، هو يلاحقهم في (علاوة الرضاعة). > الأمر إن كان فيه فساد من دون شك يبقى(مرفوض) ، لكني أحسب أن ذلك حق طبيعي لكل موظف يرزق بمولود جديد. > ابحثوا عن (تحليل) هذا الأمر وتقنينه بصورة قانونية بدلا من (تحريمه). > يسرق بعض الموظفين (مليارات) من المال العام ويتحللون بعد ذلك إن تم ضبطهم ، لماذا لا (تحلل) علاوة الرضاعة؟. > إن الموظف عندما يلجأ إلى هذه الحيلة لنيل (علاوة الرضاعة) ، يعني ذلك تلقائيًا أن وضعه المالي غاية في الصعوبة. (3) > علينا أن نتحرر من هذه النظرة الضيقة. > عندما ترزق (الزوجة) وتنجب (طفلاً) ، كل الأعباء (المادية) لهذه الولادة تقع على (الزوج). > وعندما ترضع الزوجة جنينها ،فإن (الأب)عليه أن يوفر الغذاء الصحي لهذه الأم حتى يجد الطفل ما يرضعه. > الحياة (مشاركة) – والمساهمة من الرجل بلغت أن يشارك حتى في(الرضاعة). > من ثم هناك رضعات (صناعية) لا يتم الحصول عليها إلّا من الصيدليات وبأسعار خرافية تفوق تلك (العلاوة)التي تعرف بـ (علاوة الرضاعة) ، يبقى عندها من حق الموظف أن يحصل على (علاوة رضاعة). > هل يدري والي ولاية كسلا أن سعر علبة لبن الصحة في الصيدلية يصل الى (85) جنيهاً وبعضها بـ (120) جنيهاً يحتاج لها أغلب الأطفال في شهورهم الأولى. > هذه (الألبان) يأتي بها (الرجل) ليرضع بها طفله ، فهل بعد ذلك تستكثرون عليه(علاوة رضاعة). > ليس بالضرورة أن تكون (الرضاعة) بتلك الصورة الطبيعية المعروفة…بل هناك (مرضعات) يتم إيجارهن بمقابل مادي. > لماذا تختصرون الرضاعة في (الحالة) الإرضاعية ولحظة حدوث الرضاعة؟ > الرضاعة عملية تسبق بالغذاء والراحة والمتابعة والوقاية والعلاج ..هي سلسلة من الأشياء …يبقى (الموظف) الأب شريكاً أصيلاً فيها. (5) > الرحمة تسبق (العدل) ..وإن كان العدل أول دلالاته (الرحمة). > ابحثوا عن سبل تدعموا بها (الموظف) بدلاً من أن تبحثوا عن وسائل ترفعوا بها قدر المال المجنب. > ملاحقة (الأموال) التي تصرف في وقود العربات الحكومية وفي صياناتها ، وغيار زيتها، أفضل من ملاحقة الموظفين في (علاواتهم) ،وإن كانت تلك العلاوات (علاوة رضاعة). > وهل وجد الموظف علاوة (إجادة) أو (إتقان) وذهب لعلاوة (الرضاعة). > ارحموا من في الأرض ولو بـ (علاوة الرضاعة).