طه أحمد أبوالقاسم : يا خسارة .. نسرق موتانا
حادث أليم .. فى طريق عطبرة بورتسودان .. قرابة الثلاثين مضوا .. ارتفعت أرواحهم الى بارئها.. غصة فى الحلق لفراق الاحبه … شهداء .. زهور واطفال .. فى قارعة الطريق .. والعجاج يكتح ..
للموت جلال .. أبصارا شاخصة ..تحدق للشمس باجفان جامدة .. موقف فلسفي .. ويعيد لك السؤال .. اين مضت تلك الارواح .. ؟؟ هى من أمر ربنا .. والاجساد الممدة علينا سترها.. فى باطن الارض ..
.. احتقنت الاعين .. تفجر الدمع .. غشتنا السمادر .. فما ابصرنا شيئا ..
الاجساد الممده .. هجمت عليها ثعالب وذئاب بشرية .. تركض خلف
..فتات الموائد.. أخذت جوالات الموتي واموالهم وامتعتهم .. تخيلوا معى .. يتصارعون على الجسد الواحد ينهشونه ويقلبونه .. تذكرت عالم الحيونات المفترسة .. تنهش الفريسة..دون أن يرمش لهم جفن ..
قبل فترة .. ارسل لى الاحباب .. وهم فى نهاية عظمي من الالم .. كيف يتصرف العالم حولنا ..
فى أمريكا أعاد اللص كاميرا سرقها .. ندم .. عندما علم أن صاحبتها مصابة بالسرطان .. وأعاد لص السويد .. فلاش ميموري .. تخص استاذا جامعيا .. حيث مجهود الدكتور لعشرة سنوات .. وفى استراليا .. سرق اللص جوالا .. عرف من الصور .. أن صاحبه .. شاذ جنسيا …..يستخدم الاطفال . فقام بتسليم نفسه .. حتى تتمكن الشرطة من القبض على صاحب الجوال الشاذ …
ما زالت أعيني تدمع كلما تذكرت .. صديقي الراحل الجيلي .. هو وزوجته كانا متحابين .. الكل يأنس بالجلوس اليهم .. فى طريق عودتهم من السودان حادثا اليما .. غيبهم من الدنيا .. نجا الطفل صاحب الاشهر .. وثلاث بنات .. الصغيرة سمعت هاتف أمها ونغمته المميزة .. تصيح .. ردي يا أمي .. الجوال المميز .. كان فى جيب اللص .. كذلك اللصوص بكل خسة .. سرقوا مجوهرات الفقيدة .. ومجهوهرات بناتها ..
الجيلي عليه الرحمة … مكث فى السعودية قرابة الثلاثين عاما ..كان ميسور الحال .. يوزع على الاهل والمحتاجين .. ونحن الآن فى رمضان .. نتذكره .. كان دائما يعد مائدة كبيرة للجنسيات الفقيرة فى الحي الذى يسكنه …. وفى العمل كان ايضا صديقا للفراشين .. ويتسامر معهم .. وسمي أبنه الوحيد وسط البنات .. (مبين ..) وهذا اسم كبير الفراشين الهنود .. فى صحيفة عكاظ …
وقفت الآن ساهما .. من العلو والهبوط .. وحياة الزقزاق ..
الحزن يلفنى .. هل حقا .. هذا حالنا .. ؟؟ نسرق موتانا . كنت اغالط الجميع واقول .. انهم من الشفته والاجانب .. كما كنت اغالط .. أقول لهم .. اطفال المايقوما .. ليسوا منا .. ولسنا من نسرق العفاف .. بناتنا حرائر .. وهل تزني الحرة ؟؟؟؟
نسأل الله السلامة .. لوطن العزة .. والعفاف .. وأن ينقي ثيابنا البيضاء .. من بقع سوداء سقطت عليه