خالد حسن كسلا : هما ( جزمتان)!
> قرارات مجلس الأمن بشأن فلسطين, كم قرار صدر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.؟ 38 قرارا تنظر إليهم إسرائيل باستخفاف لأنها كانت مسنودة ببريطانيا, وهي مسنودة الآن بواشنطن . > لذلك فإن لسان الحال اليهودي يقول: (قرارات مجلس الأمن بشأن الاعتداءات على الفلسطينيين تحت “جزمة” اليهود ). > وتلك قرارات عادلة تستهدف إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإعادة أرضه المسلوبة . > ويشهد على ذلك كل العالم .. وحتى أن أول قرار من مجلس الأمن صدر بحق العصابات اليهودية التي ورثت الاحتلال بوعد بلفور من بريطانيا كان بشأن اغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت “فولك برنادو” . > كان قتله بيد اليهود في شهر سبتمبر من العام 1948م.. وصدر من مجلس الأمن القرار رقم 57 في نفس الشهر والعام في يوم 18سبتمبر 1948م . وإسرائيل وهي في تلك الفترة ما زالت تحت الحماية البريطانية, كان لسان حالها يقول (قرار مجلس الأمن تحت “جزمتي”). > وبعد شهر من القرار رقم 57 ..في يوم 19أكتوبر 1948م أصدر مجلس الأمن القرار رقم 59 أعرب فيه عن عدم تقديم إسرائيل تقريرا عن اغتيال الكونت “فولك برنادو”, وذلك لأن لسان حال إسرائيل كان يقول (قرارات مجلس الأمن تحت “جزمتي”). > كل القرارات الدولية التي صدرت بحق السودان مهدت الطريق لها القوى الأجنبية منذ عام 1993م حينما ربطت انفجار السيارة الملغومة في نيويورك بالقرب من مبنى التجارة العالمية بأسامة بن لادن الموجود حينها بالخرطوم لدواع استثمارية . > وكان ذاك الربط صيغة يهودية لتوريط السودان بهذه الفرصة.. ومن ثم تمهيد الطريق لإصدار واستصدار القرارات الدولية الجائرة التي تضر بالشعب دون الحكومة كما نعيش هذا الواقع الآن . > وإذا كانت إسرائيل تضع القرارات الدولية التي تدين إجرامها ضد الشعب الفلسطيني تحت “جزمتها”, فإن السودان أولى أن يضعها تحت “جزمته” طبعا, وهي أجدر أن توضع تحتها . > و(نافع علي نافع) وهو الآن مواطن عادي لا يتقلد أي منصب ..ويصرح كما يكتب الصحفيون أمثال الطيب مصطفى وإسحق وعووضة دون أن يتقيد بأسلوب حكومي أو دبلوماسي.. حينما يقول إن قرارات مجلس الأمن تحت “جزمة السودان”, فإن القرارات الدولية إذن تحت “جزمتين” .. إسرائيلية وسودانية . > نقول هذا بمناسبة تصريحات (نافع) حتى لا ننسى أن هناك 38 قرارا دوليا بشأن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين, ومعظمها تتوقف عليه عملية السلام ترفض دولة الاحتلال اليهودي أن تنفذها.. و(مافيش “جزمة” أحسن من “جزمة” ). > لكن حديث ( نافع) عن الأوضاع الاقتصادية لم يكن مكتملا في سياقه, فهو لم ير أن مجئ الانقاذ إلى السلطة عالج مشكلة الندرة.. ولو اتفقنا معه في ذلك. إلا أن أسوأ سياسة تجارة خارجية في العالم توجد في السودان. > وهذه السياسة الخاطئة جدا تحول معالجة الندرة إلى كساد تتلف به البضاعة المتوفرة دون أن يتمتع بها الناس أو قل أغلبهم . > نعم القرارات الدولية الجائرة والظالمة والتي نضعها تحت “جزمتنا” تضر باقتصاد البلاد, وبالتالي معيشة المواطن.. لكن ضرر سياسات وزارة التجارة الخارجية يبقى أكبر وأسوأ . > وما دام أن دكتور نافع قال إنهم تحدوا الظروف الدولية في اتجاه العملية الاقتصادية, فإن سياسات وزارة التجارة الخارجية بالطبع سيكون تأثيرها أسوأ, لأن الحكومة لن تتحدى نفسها . > ولذلك نحتاج إلى وضع سياسات للتجارة الخارجية بحيث لا تجعل عملية المعالجات الاقتصادية تدور مثل ساقية جحا.. ويستمر تفاقم عجز الميزان التجاري.. ودكتور نافع ندعوه أن يقف على أسباب عجز هذا الميزان الذي أوصل سعر الدولار إلى رقم مخيف وطارد من الوطن . غدا نلتقي بإذن الله..