مقالات متنوعة

نجل الدين ادم : ما بعد الاستقالة !!


خطاب مؤثر ألقاه الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الدكتور “جلال يوسف الدقير” ليلة أمس الأول أمام جماهير حزبه بقاعة الصداقة بما يشبه خطبة الوداع عن قيادة الحزب، قبل أن يعلنها لهم داوية بأنه تنحى اليوم، تحدث الرجل وهو يزرف الدموع.. كيف كسر زعيم الحزب الاتحادي الراحل “الشريف زين العابدين” الطوق وجاء بمصالحة وطنية مهدت لعودة العديد من الأطراف المعارضة في وقت اشتد فيه الحصار على البلد، تحدث بأمانة ونكران ذات عن أدوار عدد من القيادات التاريخية في الحزب في تلك الفترة التي شهدت ميلاد الحزب، جماهير الحزب المحتشدة قابلت الاستقالة بالاستحالة، وقالت: ( لا، للاستقالة)، إحساس الرجل بحالة التصدُّع داخل الحزب وتراجع تمسك القواعد كما كان في الماضي هو ما قاده لأن يعلن مغادرته.
كلنا يعرف موجة الخلاف التي ضربت هذا الحزب وقادت مساعدة الرئيس السيدة “إشراقة سيد محمود” حلفاً مناوئاً للسيد “الدقير”، تمدد الخلاف إلى أن وصل حد فرز الكيمان، وكل طرف يدري الآثار السالبة التي يمكن أن تحدثها الخطوة في حدوث فراق بين بعض قيادات وجماهير الحزب، حديث “الدقير” جاء صادقاً وجاء تعبيراً عن جاهزيته لتنفيذ ما تريده جماهير الحزب وأن الصلاح للحزب إذا كان في مغادرته فإنه يعلنها طائعا.
لقاء قاعة الصداقة هذا كان محاولة جيدة من السيد “الدقير” لمداواة جرح الاتحاديين وهو تعبير عن تقديمه المصلحة العامة على الخاصة، الخطوة وجدت الاستحسان سيما وأنها جاءت بعد أن وصل الخلاف مع مجموعة “إشراقة” مداه، حيث تقسمت الجماهير في ذلك اليوم ما بين حضور إفطار “إشراقة” ومناصريها وإفطار “جلال الدقير” ومناصريه!!.
أنا متأكد أن موقف “الدقير” هذا كان له كبير الأثر في نفوس جماهير الاتحاديين سواء كانوا يساندونه أو أولئك الذين يساندون “إشراقة سيد محمود”، ينبغي على العقلاء من الحزب أن يلتقطوا هذا التعبير الصادق ويترجموه في تحقيق مصالحة بين فرقاء الحزب الواحد، لا أعتقد أن هذا الحزب يخلوا من العقلاء والحكماء الذين يمكن أن يقوموا مقام الصلح بين الجناحين لأن الصراع على المناصب كان محور الخلاف بدده “الدقير” بإعلان مغادرته إلى من هو أصلح منه إذا اعتقدت الجماهير بذلك، على السيدة “إشراقة” أن لا تتمادى في السير في دروب الخلافات والركون لأي مبادرة لإصلاح ذات البين عليها أن تجعل من موقف الرجل وهو يبكي من أجل المصلحة العامة للحزب منصة تنطلق منها وتمحو بها آثار الخلاف وتفتح صفحة جديدة، صفحة يكتب فيها “الدقير” و”إشراقة” درساً للأحزاب بأن سبيل الخلاف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التشظي والضعف والله المستعان.