جلال الدين محمد ابراهيم : الترابي ورسائل سرية
وصلنا للحلقة العاشرة من شهادة الشيخ المرحوم ( الترابي )على العصر،،وكل شيء وضح بنسبة مقدرة لا بأس بها ،، وبدأ يتكشف لأهل السودان بعض الذي كانوا يعلمون وأغلب الذي لم يكونوا به من العارفين، وعرفنا منه بحديث بين السطور من هم أصحاب الفكر والعقول من أصحاب الدفوف في تحريك ما كان يدور .
ولن نكتب التقييم النهائي عن كافة شهادة المرحوم الترابي عن العصر إلا من بعد انتهاء كل حلقات شهادته على العصر ولكنا نكتب مجرد ملحوظات لا أكثر حالياً لتكون نواة فيما بعد لما سوف نتناول .
وضح لي من خلال تحليلي للحلقات التي بثت حتى الآن من برنامج شاهد على العصر،، بأن المرحوم دكتور “التربي” ما كان يعتقد ولا يؤمن بأن هنالك مفكراً في الحركة الإسلامية غيره،، ووضح تماماً من خلال إجاباته وتركيزه على فكره المتفرد،، بينما عندما يصف بعض الآخرين تجده انتهج أسلوب شكل (تصغير وتقزيم وتهميش للمستويات الفكرية للبعض )،، مما جعلنا نعتقد بأن تصرفات وأفكار من هم غيره في التنظيم بعضهم ما له فكر في الأصل بل هم مثل قطع الشطرنج لا أكثر .
وهذا الأمر يقودنا لسؤال واقعي وافتراضي وهو :- هل تنظيم الحركة الإسلامية بات (مقطوع الراس ) وأصبح جسداً بلا راس من بعد وفاة الشيخ الترابي،، ولعل هذا السؤال ليس مقصوداً به تهميش من هم بالساحة الآن،، بقدر ما هي رسالة إيحائية من المرحوم للمشاهد للحلقات أو قل ( مجموعة رسائل سرية بين سطور القول ) بأن بعض الموجودين في الساحة لا يمتلكون أي بصيص نسبة من موهبة الراحل الترابي في الإلهام والقيادة وجمع الصف خلفهم .
وهذه الإيحائيات تصل المتابع في شكل رسائل بجرعات تصل للمتابع بشكل إيحائي من الشيخ الراحل للمشاهد عبر متابعتنا لحلقات شهادته على العصر،، وهي رسائل مقصودة منه لكشف عقول بعض من اتبعه وتعرية ضعفها وهشاشتها الفكرية والإمعان في تقزيمها ،، وتحليلي لها هي رسالة انتقام من شيء (مأسوف عليه بندم ) .
وحسب تحليلي للفكر القيادي،، أعتبر عملية عدم صنع قادة واحتكار القيادة الفكرية في شخص الراحل ( الترابي ) في كل التنظيم،، هذه الصفة في حد ذاتها أحسبها نقصاً فكرياً وليست ميزة عبقرية .
ولعل هذا قد أصبح منهج البعض من تلاميذ الشيخ الترابي وهو أن لا يصنعوا قيادات خوفاً من أن تنافسهم وتقوم بإقصائهم ،، وقد شرب الترابي من هذا الكأس عبر المفاصلة.
و لذلك نجد بعض تلاميذه وفي توجس من صناعة قيادات بجوارهم و حذرين من كل صاحب كاريزما أو رؤية ثقابة ،، من أجل أن يكون كل شيء مربوط بشخصهم و( يتم تنصيبهم بمقام مفكر وعبقري ) فإذا انهار (هو) إنهار كل شيء من بعده ،، وهذه عبقرية ( الأنانية الهشة ) و تعرف بسياسة ( أنا و من بعدي الطوفان ) .
آخر ملحوظة : لفت انتباهي بأن مقدم البرنامج ( الأستاذ أحمد منصور ) وكأنه قام بعملية مونتاج مكثف لبعض الأسئلة مقدمات الحديث في كل حلقة مما نشاهد،، ليجعلها أقرب للتجديد والإثارة .. وهذا ما جعل الحلقات تظهر وكأنها تم فبركتها في كثير من الأسئلة والإجابات وأسلوب المط لتطويل وزيادة عدد الحلقات.