خالد حسن كسلا : في ( واو) حاكم مقال ومعتقل
> حالة حاكم واو المقال والمعتقل الفريق إلياس وايا نيفوج ..تجعلنا نطرح سؤالاً مهماً جداً عن نوع الحكم في جنوب السودان ..وعن مستقبل الدولة نفسها . > ولو تحدثنا هنا عن حالة مالك عقار الوالي الهارب من ولايته ليقود استئناف التمرد فحالته تختلف عن حالة الفريق إلياس الذي اعتقله الجيش الشعبي ..وهذا تطور خطر جداً.. وينذر بمستقبل سيئ جداً للاوضاع الأمنية في جنوب السودان. > والأسوأ الآن في تطورات احداث واو أن يصدر خطاب اعتقال تعسفي وعشوائي من الضابط بالجيش الشعبي الفريق بول ملونق أوان لحاكم واو الفريق الياس وايانيفوج .. ويكون سلفا كير بعيداً عما يخصه . > فأي نوع من انواع الحكم يرزح تحته جنوب السودان.؟ > ومكتب الفريق بول ملونق أوان يرفض أن يسلم المعنيين بالأمر صورة من خطاب الاقالة والاعتقال ..ثم يعتقل المقال ..وقد كان اعتقاله يوم الأحد الماضي في الساعة التاسعة صباحاً . > والمعنيون باﻷمر طلبوا قراءة خطاب الاقالة وقد توفرت لهم الفرصة لتصويره بكاميرا التلفون الجوال ..بعد قراءته. > وبعد أن رفضوا اعطاءهم صورة منه ..رفضوا أيضا لهم نشر وقائع الاقالة في صحف جنوب السودان . > فقد اتصل المعنيون بالناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي . .وانكر ما شكوا منه . انكر أن الحاكم المقال معتقل .رغم اخطاره بالمستندات . > لكن المعنيين بالأمر تسربت منهم الحقائق هناك بعد أن منع الجيش الشعبي نشر أية اخبار في الصحف في جنوب السودان . > فهو لعله يجهل أن صحف الدول الأخرى بما فيها صحف اليهود ستفيد قراء الصحف في جنوب السودان بما منعت من نشره صحف بلادهم . > ليس صحيفة (الانتباهة) السودانية وحدها .. ولا بعض الصحف السودانية الأخرى وحدها ..صحف الإقليم وصحف أوروبا وأمريكا يمكن أن تنشر التفاصيل الأوفى . > وتكون حكومة جوبا خسرت الخسارتين ..خسارة سمعتها في مسألة حرية التعبير إلى جانب فضيحة اقالة واعتقال حاكم واو. > والمعنيون بالأمر فهموا من كل هذا أن الغرض الأساسي هو تصفية الفريق إلياس . > والسؤال هنا :هل اصبحت دولة جنوب السودان بالفعل مثل الصومال قبل حل مشكلتها .؟ > لكن جنوب السودان سبب انهيار الأمن فيه والاقتتال بين قبائله واطرافه السياسية بهذه الصورة الفظيعة هو انفصاله عن السودان في وقت غير مناسب . > فقد كان قادة الحركة الشعبية يستعجلون في المفاوصات اجراء تقرير المصير . وكأنهم كانوا يستعجلون لهذا المصير. > كان المثقفون واصحاب الوعي السياسي والاجتماعي في جنوب السودان لا يسمع لهم صوت ولا يستشارون من جانب الحركة الشعبية في مسألة التوقيت السليم لتقرير المصير . > كان كل هم قادة الحركة الشعبية أن يقبضوا اموال عائد النفط ..ولم يكترثوا لتأسيس دولة من أجل مستقبل قريب وبعيد خال من المشكلات الأمنية والاقتصادية والخدمية والصراعات القبلية . > لكن عقلية الحركة الشعبية التي نراها الآن في التعامل مع بعض حكام الأقاليم هي التي جعلت الدولة بنوع غريب . > فهي لا دولة ديمقراطية تراعى فيها الحقوق ولا دكتاتورية يمكن أن يكون فيها الأمن محمياً وقوياً وتعيش الناس في أمان . > دولة غريبة لا أمن فيها ولا سلام اجتماعي ولا حقوق إنسان ولا احترام حكام ..وواشنطن معجبة بها جداً وتريدها هكذا .. وكذلك إسرائيل ..فهذا كله يحقق لهم ما يريدون ..وما انفقوا من أجله قبل عقود الأموال لتدريب المتمردين ودعمهم . غداً نلتقي بإذن الله..