محمد عبد الماجد

نجومية الصف الثاني


(1) > في الدراما المصرية …التلفزيونية والسينمائية والمسرحية ، ظل بعض الممثلين يجسدون دور (بطولة ثانية) – حيث يظهرون كأصحاب لبطل العمل الدرامي، وهو ما يعرف سينمائيا بـ (السنيد). > ظهر ذلك الأمر منذ عبدالسلام النابلسي الذي كان دائماً ما يكون (صديقًا) لعبدالعليم حافظ أو عمر الشريف أو كمال الشناوي في أفلامهم السينمائية. > ولا يبعد عن ذلك الكوميديان حسن فائق، الذي يوجد في معظم أفلام إسماعيل يس كصديق للبطل. > من بعد ذلك ظهر (حسن حسني) الذي يعتبر من نجوم (الدور الثاني) والذي تفوق فيه حتى على أصحاب الدور الأول. > قبل حسن حسني ظهر حسن عابدين الذي حقق نجومية (مسرحية) كبيرة بعد الخمسين. > الآن تبدو نجومية لطفي لبيب وبيومي فؤاد (المتأخرة) بعض الشيء إذ تحققت لهم من خلال (الدور الثاني) الذي يبدعان فيه كثيراً. > الظاهر أن دور (السنيد) أو الشخص المساعد للبطل دائماً يكون لأصحاب الشخصية الكوميدية الخفيفة الظل. > الظاهرة (عالمية) وهي ليست قصراً على الدراما المصرية – هذا أمر متبع حتى في (هوليوود). (2) > السياسة السودانية لا بتعد كثيراً عن هذا الذي أشرنا له في الدراما المصرية. > بعض قيادات الأحزاب السياسية والدولة نفسها ظلوا يقومون بدور (السنيد) أو الصديق المساعد للبطل. > ربما إمكانياتهم لا تمكنهم من أن يكونوا من رجال الصف الأول، لذلك بقوا سنين عددًا في (الصف الثاني) ، وقد باءت كل محاولاتهم لأن يكونوا من رجال الصف الأول بالفشل. > يخيل إلي أن الرجل الثاني صمم خصيصًا على أن يكون الرجل الثاني حتى في غياب الرجل الأول. > مع ذلك استطاعت تلك القيادات أن تحقق (نجومية) الصف الثاني ، التي حققها في السينما المصرية عبدالسلام النابلسي وحسن حسني ولطفي لبيب وبيومي فؤاد. (3) > هناك نجومية حقيقية ظهرت في المسرح السياسي السوداني في الفترة الأخيرة. > تلك النجومية يبقى حدها ومداها لا يتجاوز أفق (الصف الثاني) ، قد يكون ذلك ناتجاً لأن الصف الأول أصبح خالياً. > لكن مع أن المقاعد شاغرة في الصف الأول، إلّا أن نجوم الصف الثاني لم يصلوا مرحلة أن يشغلوا تلك المقاعد الشاغرة. > أن تظل (شاغرة) أفضل من أن تملأ بهم. > وهذا لأن قدراتهم وإمكانياتهم لا تتجاوز حدود أن يعملوا في (الصف الثاني). > الأسماء المطروحة الآن في الساحة تثبت ذلك ، ويمكننا أن نأخذ أمثلة على محدودية القدرات في أن نذكر بعضاً منهم مثل مبارك الفاضل وإشراقة سيد محمود وغازي صلاح الدين وأمين حسن عمر. > هؤلاء عظم عندهم إحساس (النجومية) وكبر حتى حسبوا أن إمكانياتهم تؤهلهم لأن يكونوا في الصف الأول. > لذلك يغلب على طابعهم (التمرد) والرفض والنقد الحاد للقيادات التي تشغل الصف الأول لاعتقادهم أنهم أحق بذلك. > والدليل على ذلك يتمثل في الوجود الإعلامي المكثف لهذه الأسماء ، يكفى أن نشير إلى أن مبارك الفاضل وإشراقة سيد محمود ، تم استضافتهما تلفزيويناً في شهر رمضان في أكثر من (4) فضائيات ، لينافسوا السر أحمد قدور وطه سليمان في الظهور والإطلالة اليومية. > مبارك الفاضل وإشراقة سيد محمود ،كانا في كل هذه الفضائيات يتحدثان عن ذاتهما وعن رفضهما الدائم وعن سيرتهما التي يفترض حسب وجهة نظرهما أن تؤهلهما للصف الأول. (4) > طموح الصف الأول هو الذي جعل غازي صلاح الدين يخرج من المؤتمر الوطني. وهو الذي جعل مبارك الفاضل يخرج من الأمة القومي ثم تبدأ عنده أحلام العودة باشتراط أن يكون في الصف الأول. > كذلك بقت إشراقة سيد محمود في حالة خروج دائم من (الاتحادي الديمقراطي) ، فقد خرجت من الاتحادي (الأصل) ولم يطب لها حتى البقاء في الاتحادي (المسجل). (5) > بنظرة عامة على الحالة الماثلة أمامنا – نقول إن مشكلة السياسة السودانية ليس في (الصف الأول)…مشكلة السياسة السودانية في (الصف الثاني). > بمعنى أن مشكلة الأمة ليس في الصادق المهدي – مشكلة الأمة في مبارك الفاضل. > الصادق المهدي أنموذجاً ومبارك الفاضل كذلك. > في كرة القدم الأندية التي تملك (دكة) أو (كنبة) قوية ، هي التي تحقق الانتصارات والبطولات. > نحن نخفق سياسياً ونحدث كل هذا التراجع لأن السياسة في السودان لا تملك (كنبة). > وهل هناك دليل على أن قوة (كنبتنا) كلها تتمثل في (تسخينة) محمد الحسن الميرغني ومبارك الفاضل. > الحسن الميرغني عندما يسخن بفتح ملف (السيارات). > ومبارك الفاضل عندما يسخن يهاجم الصادق المهدي. > هؤلاء قوتهم في (تسخينتهم). > أي في (تصريحاتهم). > مبارك الفاضل إذا ابتعد عن (تصريحاته) سوف يبقى نسخة أخرى من (كمال عمر). (6) > تنويه. > نعتذر للأستاذ والباحث نجم الدين الشيخ البصيري المهتم بالشأن الثقافي على نشر تعقيبه عن الثقافة السودانية سهوًا في موقع آخر ، وهو يملك عرفاً وأدبًا وموقعاً حق التعقيب في نفس المساحة. > لأستاذنا العتبى حتى يرضى.