مؤمن الغالي : هدنة مع الإنقاذ _2_
وحتى يكون أحبتي وأحبابي وأصدقاء “شمس المشارق” في الصورة تماماً.. أعيدهم إلى سؤال صديقي في ذاك اليوم المشتعل بشواظ الشمس في رمضان أعيدهم إلى سؤاله لي.. ذاك “الخبيث” بل هو سؤال “الفتنة” وبالمناسبة صديقي وزميلي هذا من الذين يذوبون وجداً ويهيمون صبابة في تلك الهواية الحبيبة إلى قلبه وهو هواية “إيقاظ الفتنة” ومن “شدة” دأبه وإصراره فإن الفتنة إن لم تستيقظ على يديه لا مانع لديه مطلقاً أن “يرشها بي موية”.
المهم كان سؤاله لي نصاً وكلمات وحروفاً هو “يامؤمن ليك سبعة وعشرين سنة وأنت تهاجم الإنقاذ وتخوض المعارك كان تزيد أو تقل مع “الأخوان” بالله بتلقى المواضيع دي كل يوم كل يوم من وين”.
وقبل أن أجيب على سؤال صديقي “الشرير” أحكي لكم يا أحبة شيئاً شبيهاً بسؤال صديقي .. فقد ذكرني سؤال صديقي بواقعه شبيهة تماماً بتلك التي نحن بصددها.
كان ذلك قبل سنوات من الآن.. وقد كنت ضيفاً مكرماً في حفل أنيق على أحبتي ..وأحباب “نوبيون” وهم يحتلفون بأحد أعمدة خيمتهم بل بأحد مصابيح ديارهم في باحة النادي النوبي كان الحادث والانقاذ من سنوات العمر ثمانية عشر عاماً.. كنت جلوساً وسط شلة من الأحبة والأحباب.. نعيش لحظات رائعة وسعيدة وفي أجواء محتشدة بالبهاء والجمال والمجال كانت العملة الرائجة في تلك الليلة هي ابتسامات تشع ضياء من كل الثغور وتضيء في إبهار كل الوجوه.. فجأة يأتي أحد نجوم الإنقاذ مسؤول شديد الخطر شاهق المكانة تلاحقة الكاميرات في لهاث وتتعقبه أضواء الفلاشات بأنفاس تتقطع.. تشاء الأقدار أن يمر ذاك المسؤول يحفه الصولجان ويشع منه بريق السلطان شاءت الأقدار أن “يمر” على “تربيزتنا” يسلم في “تأفف” على المتحلقين حول “التربيزة” الذين نهضوا احتفاء بمقدمه الميمون.. صافح الجميع.. فقد كان يعرفهم.. وعندما جاء دوري عرفه أحد الأصدقاء قائلاً “وده مؤمن الغالي” هنا انتفض المسؤول وكأن عقرباً قد لدغه أو حية قد نفثت سمها في باطن قدمه.. صاح الرجل وكأنه ينفخ في بوق “إسرافيل” قائلاً “إنت ليك 18 سنة تهاجم في الانقاذ ما شفت حاجة كويسة عملتها الإنقاذ عشان تكتبها”.. وفي هدوء وفي رزانة وفي تهذيب وفي شجاعة وفي بسالة أجبته هادئاً واثقاً “والله سيادتك لو شفت حاجة واحدة كويسة عملتها الإنقاذ كنت كتبتها” وانتهت القصة وبقى أن تعلموا أن الرجل الآن قد غطته سحب ركامية من الظلام يكاد لا يرى من فرط حلوكة الظلال.. هو الآن وكأنه يردد مع “أبو داؤود” وبطل قصته أغنيته ذاك الذي فقد محبوبته.. وهاهو “صديقنا” يردد بعد أن فقد مقعد مسؤوليته “ساعيش بعدك راهباً في مأتمي” ونواصل.