مبارك عبده صالح : ما عارف
هذه العبارة هنالك إستحاله أن ينطق بها سوداني خاصة في حالة الوصف أو سؤال من تقابله في مواقع العمل أو السكن عند مناسبة أو شخص تود زيارته ولكن تشابه عليك البقر .
كلنا دخل في تجارب عديدة مماثلة فالسؤال عن منزل شخص معين يقوم بترديد هذا الإسم أمامك وكأنه يسترجع ذاكرته مما يجعلك تطمئن للنتيجة ولكن سرعان ما يخاطب شخصاً جاء للتو ليتطوع للرد عليك وبدلاً من ذلك يقول لك أذهب لصاحب البقالة أو دكان الخضار فسوف تجد ما تبحث عنه ويكون الزمن تجاوز الساعات، وهكذا إذا أردنا ضرب أمثلة عديدة لكثير من الحالات المتشابهة فإنه قطع شك يتم بحسن نية وطيبة حقيقه تعبيراً عن مساندته لك فيما تطلب وأعتبرها مروءة وشهادة من هؤلاء الإخوة لأنه كان يستطيع أن يفيدك من البداية بأنه لايعرف ولكن سبحان الله حتى إذا قام بهذا التصرف في غالب الأحيان لايتقبله السوداني بالتحديد وربما تكون قد اصطدمت بهذا التصرف في الخارج لأنه بمجرد إطلاق سؤالك يأتيك الرد(لا أعرف) . تخطر صديقك لاحقاً بأن في هذه البلد لايوجد تعامل مع إظهار رحمة أو مروءة لإختصارك والرد عليك مباشرة هي واحدة من خصالنا التي ننفرد بها وفي إعتقادي من الظواهر الإيجابية رغم اختلاف العديد من الناس مع هذه الرؤية ويبقى الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.