احمد يوسف التاي : الشيخ علي عثمان “2 -2”
خلصنا أمس إلى الإشارة بقرب عودة نافع علي نافع إلى مؤسسات الحزب، وربما يكون ذلك مع بداية الاستعداد للانتخابات المقبلة، مما يعزز فرضية أن قرار إعفاء نافع وآخرين سبقت الإشارة إليهم لم يكن مقصودا لذاته، ثم يبقى القول إن الشيخ علي عثمان محمد طه، قد فقد بريقه بعد انفصال الجنوب وذلك حينما تاكثرت عليه نصال إخوانه في الحزب وكثرت عليه الضربات بعد أن حملوه نتائج انفصال الجنوب باعتباره مهندس اتفاقية نيفاشا التي كان انفصال الجنوب أهم نتائجها، بينما أخذ عليه البعض تساهله مع الأمريكان صناع الاتفاقية وتصديق مكرهم ووعودهم الجوفاء، دون التحوط لهذا المكر والدهاء الأمريكي الذي حقق مبتغاه بينما لم يقبض طه إلا الريح…
بعد انفصال الجنوب اشتدت الأزمة الاقتصادية وضاقت الحياة لفقدان السودان أهم مورد كان يغذي الخزينة، وكان لافتاً أنه كلما اشتدت الأزمة الاقتصادية وتصاعدت الضائقة المعيشية، اشتد أوار النقد اللاذع على طه في مجالس الإسلاميين الخاصة، وتكاثرت على الرجل السهام والنصال داخل “قروبات الواتساب” التي تضم بعض رجال الحزب والدولة.. وكلما زاد الضيق حمل أولئك النفر من الإسلاميين طه النتيجة كاملة، للدرجة التي دفعت بعض “إخوانه” في الحركة الإسلامية أن هددوا بتقديمه للعدالة، حدث كل ذلك رغم أن الرجل كان مفوضا من مؤسسة الرئاسة، ومن أجهزة الحزب ورغم أنهم كانوا يلقبونه ببطل السلام، غير أن الحقيقة التي لا تحتمل التدليس والمداهنة أن أخطاء الإنقاذ جميعها وكل كوارثها “وجليطاتها” لا يحمل وزرها رجل واحد، وليس من العدل أن يتحمل علي عثمان محمد طه وحده أخطاء نظام سياسي حكم بالقهر والتسلط “27” عاما عبر مؤسسات وأجهزة مازالت باقية وتعمل بذات السياسات السابقة تقصي وتعزل من تشاء، وتقرب من تشاء، وتفعل ما تراه، والحق أن جهابذة النظام عندنا وعند التأريخ سواء يتحملون أخطاء نظامهم جميعا ولو أقبل بعضهم على بعض يتلاومون.
المتابع لمجريات الأحداث ويرصد التصريحات هنا وهنا لم تفت عليه ملاحظة مهمة وهي أن نتائج اتفاقية نيفاشا الكارثية وما تبعها من إفرازات وتبعات انفصال الجنوب قد استخدمها خصوم علي عثمان في معركتهم ضده كسلاح فعال أحدث تأثيرا هائلاً في الرأي العام داخل الحركة الإسلامية والحزب الحاكم، ولعل هذا ما ساعد على حسم المواجهة والخلافات لصالح خصوم علي عثمان الظاهرين والمستترين، أعود وأخلص الى القول إن علي عثمان لا يتحمل وحده أخطاء نظام حكم بالحديد والنار والتمكين فهم فيه سواء فلا داعي للتنصل، وقطعا هذا ليس دفاعاً عن علي عثمان فلا هو يعرفني ولا أنا أعرفه وليست بيننا وبينه أدنى معرفة إلا في هم عام، ولكنها كلمة نظن أنها كلمة حق لم نرد بها باطلا والله على ذلك شهيد.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.