مبارك عبده صالح : قيمة المكان
يهتم ديننا الحنيف بالأمكنة و الأزمنة بصورة أساسية فى عباداتنا ،فكل أركانه الخمسه تجتمع فيها قيمة المكان والزمان ، فأنت تعتبر مسلماً من تاريخ نطقك بالشهادتين ثم أدائك للعبادات الأخرى كافة والتي تقترن بأزمان محددة لأدائها وكذلك أمكنة يفترض الالتزام بها بصورة قاطعة لأداء المناسك المفروضه كالديار المقدسة لأداء الحج والدور المخصصة لأداء الصلوات وخلافه .
إذ كان الأمر كذلك هل وقفنا ،استناداً على ذلك ،على موقع السودان الجغرافى وتأثيره على الدول الافريقية المجاورة وما صاحب ذلك من هجرات متتالية منذ بدء الخليقة وحتى اليوم . هل وقفت يوماً ما يازول على هذا الأمر ؟هل جريان النيلين من خلال أراضينا إذا خرجنا خارج إطار خارطة السودان أليست تحتاج منا إلى التدبر والتأمل لما هو حادث الآن وفى هذا الهجرات المستمرة دخولاً وخروجاً، وتقييم ذلك بما يتوقع أن يحدث غداً لدولة السودان فى كيفية الاستفادة المتبادلة بصورة إيجابية ، وتأثير ذلك على البيئة والثقافه السودانية التى تبلورت من تأثيرات هذه الهجرات ..هل قرأ علماء الاقتصاد والأستثمار ورجال الأعمال المكان الذى أوجد الله فيه هذا السودان وتم تقييم هذه الحدود بقيمتها المكانية لدول الجوار والدول العظمى ؟ تخيل إقامة انشطة استثمارية فى حدود السودان ودول الجوار (مناطق حرة) فإننا وبدون أي جهد يذكر وبخلاف الفوائد المادية أو العائدات فإننا نستطيع أن نؤمن حدودنا ، وتعطينا مثل هذه الانشطة قراءة تفصيلية لاقتصاد الدول المجاورة ، وتوفر معلومات عن نوع النشاط الخاص بالدولة المعنية ووقت الوفرة ،ووقت الندرة ،شكل الاستثمار ونوعه وماهى الدول التى يتم التعاون معها ، شكل السلع ونوعية البضائع المطلوبة ، السياسات المالية والاقتصادية والتجارية المطبقة فى هذه الدول . مما يساهم ايجاباً فى تأثير السودان الاقليمى والدولى على مجريات الأحوال والأحداث في هذه الدول للمعلومات والبيانات التي تتوفر لدينا .
هل تدبرت هذا الأمر يازول في أن السودان مكان يستحق منا الانتماء له و الزود عن حياضه لقيمته الزمانية والمكانية للبشرية جمعاء ولدول الجوار والقارة الأفريقية بصورة خاصة.