التهمت فرحة العيد ومدت ألسنة لهبها إلى المدارس.. سعير الأسعار
* انصرم العيد السعيد، إلا أن ما ترتب عليه من آثار لا يزال وسيظل يؤثر على الكبار قبل الصغار، إذ أنهم صرفوا كل ما في الجيب (وما ليس فيه)، لمقابلة احتياجات العيد ورمضان من قبله، ثم ها هم الآن في مواجهة المدارس وما أدراك ما هي!!
** على كل حالٍ، جالت (اليوم التالي) على ما تبقى من تجار فضلوا أن يشرعوا محلاتهم مفتوحة حتى في أيام العيد، فربما يطرقها طارق من هنا أو هناك، رصدت من خلال تجوالي في جاكسون بالسوق العربى كساداً كبيراً في حركة البيع والشراء، التجار تكبدوا خسائر كبيرة – قبيل العيد – بسبب ارتفاع كل شيء، ما ترتب عليه إحجام الزبائن عن الشراء.
وكانت (اليوم التالي) – قبيل العيد – نظمت جولة مماثلة إلى سوق الخيمة بأركويت حيث كانت أصوات الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية ترتفع منادية على الزبائن، إلا أن قلة منهم استجابت، حيث شهد الأسواق عامة ارتفاعاً للأسعار بصورة خرافية حتى قفز سعر لعبة الأطفال الواحدة من (80) جنيهاً إلى (200)، دعك عن الملبوسات.
الظروف الصعبة
حينها اشتكى حمدالنيل شلعي من الارتفاع الجنوني في الأسعار، قال إن “السوق مولع نار”، وأضاف: لا يعقل أن يكون سعر البنطلون مائة جنيه والبلوزة مائة جنيه. وتساءل: كيف يمكن للأسر كسوة أبنائها في ظل الظروف الصعبة والأسعار العالية، وتحسر على أيام حياة رخية ورخيصة قبل ظهور الذهب والبترول.
القوة الشرائية تعبانة
ووصلت حمى الأسعار المرتفعة لألعاب الأطفال، حيث يشهد سوق الألعاب انخفاضاً في إقبال المشترين وتتراوح أسعار الألعاب من (120- 100). وقال أولاد المأمون إن السوق ما بطل في حركة لكن بيع القوة الشرائية تعبانة.
هامش ربح بسيط
وفي السياق، عبرت إحدى السيدات عن سخطها من الغلاء. وقالت: نشتري مجبرين وندخل فرحة العيد للأطفال.
وبالنسبة لأسامة عبدالمولى حسين صاحب محل بالسوق العربي إن الأسعار تعد متوسطة ويسعى التجار لتحقيق هامش ربح بسيط لأن الألعاب لا تتحمل وتتلف بسرعة. وقال إن العروس بـ (20) والأسلحة (18) جنيهاً والسيارة الكهربائية بـ (200) جنيه.
بينما أشار صاحب محلات أبو رميلة للألعاب مع اقتراب العيد تحرك السوق والزبائن ماشين علينا. وقال إن الأمور ظابطة الحمدلله وإن سعر المكعبات (80) جنيها وعربة ريموت (120) جنيهاً.
الارتفاعات متتالية
ويقول حمدي محمد صالح صاحب مكتبة كرشاب بأركويت: إننا نعاني من السوق في هذا العام ونعاني من قله الإقبال، موضحا أن غلاء الألعاب يسيطر على السوق، حيث بلغ سعر لعبة العروس (90- 200) جنيه. وأوضح أن أسباب ارتفاع الأسعار يرجع للنقل والشحن عبر الحاويات، مشددا على أن البيع والشراء منخفض للغاية لعدم قدرة المواطن على استيعاب الارتفاع المتتالية على الأسعار.
ارتفاع اسعار الدولار
من جهته، يروي العم سعيد قصته مع سوق وبيع الألعاب، مشيرا إلى أن العيد فرحة للأطفال وفرحتهم تكتمل بشراء الألعاب، فيأتي إليها من كل مكان زبائن خاصة من ضواحي الخرطوم، موضحا أن هناك زيادة في الأسعار خلال هذا العام وبالنسبة لألعاب العيد زادت بنسبة تجاوزت 50%. وأرجع الأسباب إلى ارتفاع أسعار الدولار، إضافة إلى رغبة المستورد في تحقيق عوائد عالية ناهيك عن عدم قدرة المواطنين على استيعاب تلك الارتفاعات.
ارتفاع جملتها
أما آدم الطيب فيرجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى المشاكل والأحداث المتتالية في البلاد، معتبرا أن تلك الأحداث أثرت كثيرا على حركة البيع والشراء في سوق ألعاب الأطفال، موضحا أن مسدسات المياه والصوت ارتفعت أسعار جملتها من 36 جنيها لتصل لقرابة 48 جنيها.
يوم الامتحان
اليوم والمدارس تفتح أبوابها، يواجه التجار والأسر والتلاميذ على حد سواء موقفًا صعبًا، فأسعار ملابس المدارس وأدواتها من كراسات وأقلام وزمزميات وأقساط ونفقات ترحيل ومنصرفات يومية أخرى لن يستطيع أحدًا تلبيتها حتى ولو كان دخله يفوق الخيال، وإزاء كل تلك الأوضاع فإن الجائل في الأسواق يلحظ انحسارًا كبيرًا في حركة البيع والشراء، لا أحد يأتي، يقول محمود عمر، تاجر بجاكسون. ويضيف: كنا ننتظر العيد لتفرج، والآن لا أظن أن المدارس ستفرجها علينا، فيما تظل الأسر في انتظار فرج لا يأتي لأن المدارس لن ننتظر أكثر من ذلك.
سارة المنا
صحيفة اليوم التالي