عبد العظيم صالح : قنوات (سكسكانية)
< وسائل الترفيه في بلادنا لم تعد (متوفرة) بالصورة التي تتناسب وعدد الناس وحاجتهم للترفيه وإمتاع النفس قليلاً من كدر الحياة الذي أضحى شيئاً لا يُطاق.. ووفق خطة جهنمية (شريرة) تم تدمير السينما وإزالتها تماماً من برنامج الحياة اليومي.. تمت إزالة (منظمة) لكل دور السينما في السودان وتحولت إلى أسواق ودكاكين و (بناشر) كما حدث لسينما شندي العريقة في عهد (الحويج)!! < أما بقية أجناس الفنون وأدوات التثقيف فحدث ولا حرج!! كان من المأمول أن تقوم القنوات الفضائية بهذا الدور، خصوصاً ونحن في عصر الفضاء!! ولكنها عجزت عن ذلك والدليل برامج العيد!! < أحد الأصدقاء قال إن القناة الفضائية السودانية الوحيدة والتي استطاعت جذب الناس أيام العيد هي «شارع النيل».. فهذا الشارع السياحي الممتد على طول نهري النيل الأزرق والنيل في أم درمان أضحى مكاناً جاذباً للترفيه والمعايدة والترويح والونسة.. فقط يخشى الناس على هذه «القناة» من هجمات (أبوشنب) وحملاته (النظامية) العامة!! < صديق آخر قال إن المشاهد السوداني هرب نحو القنوات (المصرية) واللبنانية والخليجية والأثيوبية.. قنوات بلا (تكلف) وبلا تصنع وإدعاءات (فارغة)، والحال كهذا يشبه حال الهجرة نحو العلاج في الخارج (نتعالج في مصر ونتفرج على قنواتها وبرامجها ومسلسلاتها)!! < والحقيقة الناس ليها حق!! فأنا عصرت نفسي أيام العيد وحاولت بقدر الاستطاعة فلم أجد شيئاً ذا بال سوى بعض البرامج البسيطة في (القومي) والشروق وقناة أم درمان، وحتى هذه فلا أعرف كيف يكون الحال إن لم يكن على رأسها حسين خوجلي!! < زميلتنا منى أبو العزائم في قناة الخرطوم حاولت أن تتحدث عن حال القنوات ولكن (المذيع) كعادة (المذيعين) قاطعها ولم يدعها تقدم نقداً كان سيكون بناءً!! < النقد الذي تحتاجه هذه القنوات يحتاج لورش عمل وخبراء في صناعة الإعلام ربما يضعون أسساً قوية يقوم عليها العمل الفضائي بدلاً من هذا التهريج!! < حقيقة مثل بقية الناس في بلادي لم أجد شيئاً في برامج العيد، فالفقرات المفتوحة خدعة تلفزيونية للتغطية على عمل (كسول) لا يحتاج (لمنتج) أو مخرج كلما في الأمر تدعو الأصدقاء والشلة والمعارف وأصحاب المصالح (للونسة) عبر الأقمار الصناعية بدلاً من عمود الشارع أو (الحوش)!! < والحوارات مكررة (نسخة من بعض)!! ربما هناك استثناء فالسموأل خلف الله قدم درساً في كيفية محاورة الضيوف في القومي والمذيعة رشا الرشيد مع ندى القلعة في الشروق والزميلة عفاف أمين في (التقديم) بلا زيف أو مساحيق كاذبة! < مذيع النيل الأزرق بدلاً من استثمار الوقت مع الفنان عثمان مصطفى وإخراج (الدرر) ظل يدور ويدور حول أسئلة سطحية وثقيلة مثل سؤاله (الخطير) لحرم الفنان كيف العيد معاكم في الرميلة فردت عليه نستقبل الجيران ونعمل الفطور والشعيرية والسكسانية.!!