عصام جعفر : قصة عيدين
< العيد الـ( 27) للإنقاذ مّر هذا العام في هدؤ تام.. لم ينتبه إليه أحد ولم يلتفت إليه شخص.. إلا من بعض الحوارات والمواد الصحافية للذكرى المنسية!! < المناسبة التي كانت يحشد لها الجموع وترفع لها الأعلام وتضاء لها الثريات(وتلعلع في ذكراها الإذاعات والفضائيات لم يحتفل بها أهلها هذا العام ومرت مرور الكرام لأن الحياء منعهم من الإحتفال فكيف يحتفل بعيد ميلاده من مات وشبع موتاً ؟! < (27) عاماً من الفشل الذريع في كافة القضايا الإستراتيجية منعت الإحتفال بما يسمى بعيد الإنقاذ < لماذا يحتفلون؟! < لماذا يحتفلون والبلاد فقدت ربع مساحتها الجغرافية؟! < لماذا يحتفلون والبلاد فقدت خمس سكانها < لماذا يحتفلون والبلاد فقدت جُلّ مواردها وثرواتها وقد ذهب البترول إلى الدولة المنفصلة التي تحترق الآن وقد إقطتعت من جسد السودان بإتفاقية غبية جعلنا نعطي كل شئ ولا نأخذ شيئاً؟! < لماذا يحتفلون وبعد 27 عاماً كالحة السودان لا زلنا نبحث عن دستور دائم وصيغة للحكم وتوافق سياسي عبر حوار الطرشان؟! < فات عيد الإنقاذ وفي ذيله سبع وعشرين من السنوات بلا إنجاز أو إعجاز سقطت خلالها كل الشعارات..(فلا أكلنا مما زرعنا ولا لبسنا مما صنعنا..)ولا مشروعات حضارياً حققنا؟! <لم يتذركر الناي عيد الإنقاذ التي رمتهم بظروف معيشية صعبة وقاسية وحروب طاحنة ونزوح وفساد مالي وإداري وأوضاع صحية متردية وخدمات معدومة < كيف يتذكر الناس عيدالإنقاذ وقد أصبج 46% من الشعب فقراء ومساكين يستحقون الزكاة وهذا بحسب إحصائيات الحكومة نفسها ووزارتها للشؤون الإجتماعية؟! < الناس نسوا عيد الإنقاذ..لكنهم لم ينسوا عيد الفطر ولن يسنوه < لم ينسوا عيد الفطر لأنه مناسبة دينية عظيمة وفرحة للجميع < لكنهم عندما أرادوا الإحتفال بعيد الفطر وورودا ساحة العيد بالشوق عادوا بالغبار!! < الإنقاذ لم تحتفل بعيدها ولم تدع الناس يحتفلون بعيد الله والرسول؟! < لقد ماتت فرحة الناس بالعيد ونار الأسعار أكلت البهج من أعين الأرامل والأطفال والفقراء والمساكين حيث تضاعفت أسعار المأكولات والملبوسات وتعريفة الموصلات < رغيفات فقط بجنيه.. وزيادة في أسعار اللحوم والموصلات بالتزامن مع أيام العيد السعيد وتهديدات من وزير الطاقة بزيادة أسعار الكهرباء أن لم تكن قد تمت الآن < لسان الناس يقول عيد..بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم الأمر فيك تجديد < وآخرون يغنون حزناً بعد أن فاتتهم فرحة العيد بسبب الظروف المعيشية الصعبة ؟! < مّر العيد وفات لا أفراح ولا تهاني.. < ألومك أنت ولا ألوم زماني .. < لا.. لن نلوم زماننا < نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سواكم ..