عثمان ميرغني

شفافية معتمد الخرطوم !!


معتمد الخرطوم.. الفريق أحمد علي الشهير بـ(أبوشنب) أدهش الصحفيين الذين التقى بهم في مكتبه صباح أمس.. كنا نتوقع أنه طلب لقاءنا لتصحيح المعلومات الشائعة عن تبنيه حملة ضبط الأزياء في شوارع الخرطوم.. ثم خبر استدعائه لسفيري دولتي إثيوبيا وإريتريا.
لكن الصحفيين حاصروه بأسئلة كثيرة حول (عقودات) وقّعتها المحلية.. ثم أسواق حديثة لم يمر على تشييدها إلا بضع سنوات حتى صدر قرار بإزالتها..
ويبدو أن الفريق أبوشنب(يعاني!) من انعدام حساسية (الكرسي).. فكثير من المسؤولين في مثل هذا الموقف يمارسون فضيلة (لسانك حصانك.. إن صنته صان كرسيك) فيتوارون خلف الصمت الأثيم.. لكن معتمد الخرطوم أدهش الصحفيين وهو يكشف قضايا مخالفات كبيرة.. دون أن يطرف له جفن.. وقد نبهه أحد الصحفيين لما قد تجره عليه (شفافيته).. لكن المعتمد رد عليه بأنه لا يخشى في الحق لومة لائم.
القنبلة الداوية التي فجرها المعتمد أن مواطناً واحداً يملك تقريباً كل محلات أسواق الخرطوم الحديثة التي تقع جوار موقف “كركر”.. من هو “سيوبرمان” هذا؟ لم يتردد المعتمد لحظة ونطق بالاسم كاملاً.. ولمزيد من النكاية في الصحفيين لم يقل لهم (هذا ليس للنشر).. ترك الأمر على ذمتهم..
وعندما رأى المعتمد الدهشة الكبيرة واستغراب الصحفيين أكمل لهم الناقصة.. وقال إن المواطن نفسه يملك تقريباً غالبية المواقع على كورنيش النيل الأزرق جوار برج الاتصالات بالخرطوم.. يا للهول..!!
قلت للمعتمد.. ربما يستطيع رجل واحد أن يمتلك ألف محل تجاري في سوق واحد.. ولكن بشرط أن يكون(خلف كل رجل عظيم.. رجال أعظم)!!
بصراحة يبدو نموذج معتمد الخرطوم القادم من رحم المؤسسة العسكرية استثنائياً في سياق خدمة مدنية معتمة بالصمت على التجاوزات.. الخوف على الكرسي صار أكبر من الخوف من الله والقانون والمحاسبة.. رغم أن التجارب أثبتت أن كثيراً من الذين ابتلعوا ألسنتهم وأخرسوها عن قول الحق ما زاد ذلك في أيام توليهم الكرسي شيئاً.. في نهاية المطاف سقطوا كما يسقط منديل الورق المتسخ في جوف سلة النفايات. وقد تطيح هذه التصريحات بـ (أبو شنب) لكنه سيخسر كرسياً ويكسب نفسه.. وما يفيد الإنسان لو كسب الدنيا كلها وخسر نفسه..!!؟
يا موظفي الخدمة المدنية.. حرروا أنفسكم وألسنتكم وضمائركم.. فالرازق هو الله..!!