كمال عوض : فضيحة الجنائية وحرب دولة الجنوب
> لا حديث هذه الأيام في الصحف المحلية والعالمية، إلا عن الفضيحة المدوية للمحكمة الجنائية الدولية والفساد الذي ضرب قياداتها ومؤسساتها. > نقلت (الجزيرة نت), عن صحيفة (ذي لندن إيفينينغ بوست), أنها حصلت على معلومات تفيد أن رئيسة المحكمة الجنائية الدولية الأرجنتينية المولد سيلفيا أليخاندرا تلقت – بين عامي ( 2004 ) و(2015 )، في حساباتها المصرفية الخاصة، أموالاً تربو على (17) مليون دولار أمريكي استُخدمت لرشوة شهود، للتآمر ضد الرئيس عمر البشير. > الآن، وبعد أن انكشف المستور، وظهرت حقيقة الغرب الكذوب الذي تدعي مؤسساته العدل والشفافية ،ستنهار المزيد من المشروعات والأطروحات التي صدعونا بها مدعين أنها لأجل حماية حقوق الإنسان. ستظهر العديد من المؤسسات الفاسدة التي تدير برامجها بالرشى والدعومات المشبوهة، وسينتظر الجميع التحريات الدولية لفضح الفاسدين والمتآمرين على شعوب العالم وقادتهم. > تداعيات خروج بريطانيا بدأت تلوح في الأفق، وبدأ تدفق المعلومات لنسف منظومة الجنائية الفاسدة وإزاحتها من الوجود. ويبدو أن المخابرات البريطانية هي التي نسقت هذا العمل وقدمت الضوء الأخضر لنشره في أكبرعملية تحطيم وتهشيم لبنية السلطات الغربية التي حاولت هدم أمن واستقرار دول إفريقيا والوطن العربي بملفات كاذبة بنى عليها الغرب تحركاته السياسية مما انعكس سلباً على مسار العلاقات مع العديد من الدول. > الرئيس البشير، نسف الجنائية فعلياً حتى قبل أن تظهر ملفاتها القذرة بزياراته العابرة للقارات. وكان في كل زيارة يدق مسماراً في نعشها وسط مساندة شعبية ودولية وإفريقية أرهقت قادة المحكمة ومن يساندونها وجعلتهم يفكرون أكثر من مرة قبل اتخاذ أية خطوة. > هاهي الجنائية تتداعى لتلحق (بصنم) آخر اسمه (الفيفا) التي انهارت سمعتها قبل أشهر معدودة ،بعد تورط قادتها في ملفات فساد فاجأت العالم، ولن تتوقف المفاجآت طالما أن هناك ملفات حساسة اختلف الممسكون بها، وسيظهر الحق ولو بعد حين. حرب مستمرة > تعيش دولة جنوب السودان منذ أيام، أحداثاً دامية وتوترات أمنية طالت حتى قصر سلفا كير الرئاسي. وتعالت أصوات الرصاص وتساقط القتلى والجرحى بشوارع مدن الجنوب في أبشع صور لمأساة دولة وليدة لم تنته فرحة (الانفصال) في عيون مواطنيها حتى الآن. > في العيد الخامس لإنشاء الدولة، انفجرت الأوضاع مجدداً، بعد اتفاق هش تحاول أطراف النزاع تجميله بالابتسامات المفتعلة والمساحيق الزائفة، وسط قلق كبير للمجتمع الدولي الذي يسمع ويشاهد دوي المدافع وتساقط الضحايا دون أن يتدخل بجدية لإيقاف أنهار الدماء. > قلت في مقال سابق، إن معادلة الحرب والسلام في دولة الجنوب من الصعب حلها، لأنها تخضع لحسابات قبلية دقيقة يتهاوى معها أي اتفاق مهما كانت قوته وضماناته. ومن أقل احتكاك يمكن أن تنشب حرب ضروس تقضي على الزرع والضرع ولا يعلم أحد متى تخمد نيرانها. > عودة دولة جنوب السودان لمربع الحرب مجدداً، ستنهي محاولات التنمية وتؤثر على المستثمرين وتدفق الأموال الأجنبية، لأن انعدام الأمن يؤثر بصورة مباشرة في حركة السوق واقتصاديات البلد المنكوب. > ستعود مع أصوات الرصاص الهجرات والنزوح التي تستقبل أكثرها حدود السودان في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق والنيل الأبيض, وستكتظ المعسكرات بالمرضى والمصابين والمحتاجين مما يشكل ضغطاً كبيراً على موارد تلك الولايات. > أيضاً ستتأثر بصورة مباشرة مناطق إنتاج البترول وربما أغلقت آبار النفط، وبكل تأكيد سيتعرض الأنبوب لهجمات متكررة بغية السيطرة على الشريان الوحيد الذي يغذي أجزاء بلد أنهكت جسده الأزمات.