عبد المنعم مختار : حذر الصواعق
٭ المواعيد لسه حزنانة بتنادي
والأماسي بتبكي في أسى ما اعتيادي
المواعيد ظلت هاجس يرتبط بالظروف والخوف.. وأحياناً سوء الظروف المناخية أو شمطة مع الكمساري في المواصلات العامة تأتي على حساب القلق والانتظارات المحتملة.
ولكن الالتزام يظل مبدأ قابل للنقض مهما تواترت الظروف.. أو اشتد زمهرير البرد أو «صبت مطرة» فاجأت الفاصل المداري وناس الارصاد الجوي.
٭ ومسألة ان تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي اصلاً.. تمسك بها السودانيون تجبراً وتحايلوا بها على الظروف حتى حملت عنواناً بارزاً مفاده «مواعيد سودانيين» وهي مدعاة التفاضل بينها وبين «مواعيد الخواجات» ودائماً ما تحسم الجولة بالضربة القاضية.. لأن الخواجات لا يوجد ليهم ميدان جاكسون او شروني محل صناعة الازمة او مكان التكدس البشري وكأن المنطقة مرفوع فيها كورنر بلغة الرياضيين الظرفاء.
٭ دعوني اتجاوز مواعيد عرقوب.. ومواعيد الطيارات السودانية وادخل على مواعيد الفنانين السودانيين «توووش» من حيث التزاماتهم ومسئولياتهم تجاه الحفلات وحاجات تانية ترتبط بالذوق وحتى لا اشوت «ضفاري» فقد دعاني احد الاصدقاء المترفين لعقد قرانه الذي دفع فيه كل شيء وفق ترتيب منظم اوشكت ان اضعه نموذجاً لاصحاب العاقبة عندكم في المسرات ومنذ الصباح الباكر بدأ البرنامج لهذا الزواج من تراث شعبي تنافست فيه الدرقة مع السيف في مشهد اعاد الينا مواسم الجسارة التي رحلت مع الرجال وتركت الاشباه مع «فريع البان» ثم توالت الفواصل من مدائح نبوية معطرة وأهازيج نساء تردد يا عديلة يا بيضاء يا ملائكة سيري معاه»
وفي الختام كان الحفل الليلي مع فنان شاب مازال يتعثر في البدايات.. ويتحشرج في الاغنيات واصطف الجميع بما فيهم العريس.. وعروسته المصونة يحدقون في ساعاتهم ويأكلون الصبر على الانتظار بطعم «مُر».. ومرت لحظات وكمان ساعات وحياتك منتظرين والمعازيم يبحلقون في الفراغ.. وصوت فنان الحي البديل يزيد من حسرتهم ولم يأت الفنان الكارثة ولم يرسل ما يفيد هذا التأخر أو قل الغياب لأنه لم يأت حتى هذه اللحظة وبعض «نفد» صوت الفنان المتطوع استعانوا بخدمة الـ(mp3) ووضعها على سماعات «الساوند سيستم» لخلق الجو المناسب ولكن التوتر كان سيد الموقف مما زاد الاستياء وفاقم الصداع وبان الغضب على وجه العريس حتى ظننا انه سيطلق زوجته المصون وهو يدرك تماماً ان برنامج زواجه كان محسوب بالمسطرة والقلم وان الربط التنظيمي والزماني لكرنفاله الخاص «ما يخرش المية» لكنه لم يضع في حساباته تفلتات صغار الفنانين بين «ليلة وضحاها» يغنون ويصرخون والجميع يصفق.. ولم يدركوا ان الفن قيمة ترتبط بالالتزام والمباديء واحترام الآخرين وان معاني الكلمات التي يرددونها لا تصلح كتلوج لشهرة عابرة مثل فقاعات الصابون.. مازال صديقي العريس محافظاً على وعده بان يضع اياديه في اذنه حذراً من صواعق الفنان الكارثة.