عبد العظيم صالح : ريح الجنوب
*الأوضاع في دولة جنوب السودان سؤال صعب لا أحد يتكهن بإجابته.. ولا أحد يملك مفتاح الحل، خصوصاً أولئك الذين زينوا لأهل الجنوب بأن الذهاب للدوله الجديدة لا يعدو كونه نزهه قصيرة وجميلة كشأن الرحلات التي تقوم بها الزوارق الخشبية الصغيره على ضفه نهر السوباط.
* في السوق العربي تزداد تجمعات الجنوبيين كثافة.. ويا للدهشة لا أحد يتحدث أو يخوض في بحر (المشاكل الدائرة) في أحضان جوبا (الما بتستاهل) ما يجري لها.
* جوبا التي حرض (النورالجيلاني) ذات يوم للزحف نحوها طالباً مبارحة الخرطوم على جناح السرعة.
ماذا كان (يقصد) النور برسالته تلك؟ لعلها موجهة للساسة وبمضمون محدد.. ماذا لو خرج القرار آنذاك بأن تبقى جوبا عاصمة للسودان الكبير الموحد.. عاصمة لدولة السودان (الكبير) بكل تنوعه وتباينه واختلافات مشاربه؟!
* لا يتحمل سلفاكير ومشار مسؤولية الدم المسفوك في جوبا هذه الأيام وحدهما.. هناك سلسلة طويلة ومعقدة من (شركاء) آخرين.. شركاء في انسداد البصيرة وغياب الحكمة والعنترية واستسهال حكم الناس والسلطة!
* بأبي أنت وأمي أيها الطيب صالح، وأنت تقول ذات يوم (الحكم ده ما حاجة ساهلة.. ما ممكن تجي بكل بساطه تقول داير تحكم بلد زي السودان)!!
* قبل أيام حاصرت الشرطة في دالاس الجاني الذي أردى خمسة من الضباط احتجاجاً على المعاملة التي يتعرض لها السود هناك.. الشرطة فعلت المستحيل للقبض عليه وأدارت معه حواراً لتسليم نفسه ولكنه استعصم بجدارٍ ظن أنه سيأويه..
قائد المجموعة المهاجمة قال: في نهاية الأمر أرسلنا له (إنسان آلي) مفخخ قام بتفجيره.. عند هذا الحد شعرت بالطرب.. كأن الذي أمامي يغني أو (يدوبي) أو يمدح أو يلقي قصيدةعصماء!!
إنسان آلي مفخخ.. لم يقل أرسلت له فصيلة.. الهدف النهائي الحفاظ على حياة الإنسان وتقليل الخسائر البشرية..
إنه الحكم الذي عناه الطيب صالح.. حكم الناس ما حاجة (ساهله(!!
* في السوق العربي اقتربت من مجموعة من أبناء الجنوب..أها يا شباب أخبار جوبا (شنو)؟ بسرعة شديدة رد علي أحدهم (الأوضاع عادت لي طبيعتها).. في نظراته شيء ما.. الشك القديم ونظرية التخوين والمؤامرة.. نعم بيننا جدار سميك.. ومع ذلك أيها الأخ أنا لست بهذا السوء الذي تظن.. أنا ما (شامت) والبشمت على أخيه يعافيهو الله وببتليه.. وهل يشمت الأخ في أخيه.. ومنذ متى كانت الأوطان مدعاة (للشماتة)؟ نعم الجنوب لا زال لنا وطناً حتى وإن كان في الخاطر.
* إنها يا أحباب نظرية التقسيم.. السكين الأداة في انفصال الجنوب.. ممنوع علينا في الشمال حتى مجرد السؤال وتحسس الأحوال.. حتى على مستوى الوجدان ممنوع!!
* إنها نيفاشا التي خططت لهذا اليوم.. إخراج السودان من كل دور.. فقط الاتصال والاطمئنان ومناشدة طرفي النزاع بضبط النفس ولا شيء غير ذلك!!
وسط كل هذا الحريق والدمار والذبح هل من حقنا أن نجروء على الكلام ونقول: عليكم الله أدوا السودان دور ولو صغير.. لا من أجل شيء.. فقط لصالح مواطن الجنوب المقتول مرتين يوم نيفاشا وهذا اليوم الأسود في جوبا!!