عالمية

مليشيا حكومية تنهب (8) مليارات من بنك في جوبا وتهرب إلى رومبيك


أعلن قائد منطقة بانتيو العسكرية في ولاية الوحدة العميد يوال باك انسلاخه من الرئيس سلفا كير وانضمامه الى فصيل المعارضة المسلحة الذي يقوده النائب الاول رياك مشار، وقال العميد يوال خلال لقائه جنوده بالحامية انه لن يمانع اى من الجنود اذ قرر احدهم الانضمام اليه او الذهاب الى جوبا لدعم سلفا كير ضد مشار، وفي سياق الاحداث وقعت قوات الجبهة الثورية السودانية في كمين لقوات مشار على طريق (ياي – جوبا) تكبدت خلاله خسائر فادحة، حيث استولت قوات مشار على جميع سياراتهم وعتادهم العسكري الذي يبلغ حوالي (21) سيارة، وفي جوبا علمت (الإنتباهة) ان مليشيا حكومية من منطقة رومبيك قامت بنهب احد البنوك مليارات الجنيهات قدرها مسؤول في البنك الذي فضل حجب اسمه بـ(8) مليارات جنيه جنوبي، وغادرت على الفور المليشيا الى رومبيك صباح امس ، وفي سياق منفصل نقلت السفارة الامريكية اعمالها الى العاصمة الكينية نيروبي من جوبا، كما قامت امس باجلاء عدد من الموظفين، وفي ما يلي تفاصيل الاحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس: سيطرة أممية طالب رئيس حزب الحركة الشعبية للتتغير الديمقراطي وزير الزراعة بالحكومة الانتقالية الدكتور لام اكول بخروج قوات الرئيس سلفا كير ميارديت وقوات رياك مشار من العاصمة جوبا نهائياً، وقال اكول في تصريح بثته اذعة (تمازج) ان على قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة تولى السيطرة على العاصمة. وفي سياق متصل قال نائب وزير الدفاع السابق والمعتقل السياسي السابق مجوك اقوت إن الوقت قد حان للقائدين سلفا كير ومشار لمغادرة السلطة، لافتاً إلى أنهما العقبة الرئيسة في التقدم في البلاد. هدوء حذر بجوبا خيم الهدوء في جوبا عاصمة جنوب السودان صباح امس الثلاثاء غداة وقف إطلاق نار أعلن بعد أربعة أيام من المعارك الدامية بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمعارضين السابقين الموالين لنائبه الاول رياك مشار حصدت أرواح المئات، وأفادت وسائل إعلام محلية بأنه خلافا للأيام السابقة، لم يسمع إطلاق نار ولا دوي مدفعية، ولم تشاهد أية دبابات في الشوارع في جوبا، ويأتي هذا الهدوء الحذر فيما يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت لاحق مع أعضاء مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في جنوب السودان. وكان بان قد دعا إلى وقف فوري للأعمال القتالية، وإلى أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا المجال، وقال: عندما لا تستطيع حكومة حماية شعبها أو لا تفعل ذلك، وعندما تكون الأطراف المتحاربة أكثر عزما على إثراء وتمكين أنفسهم على حساب شعبهم، فإن على المجتمع الدولي مسؤولية اتخاذ إجراء، محذرا من أن أي انسحاب من شأنه أن يبعث إشارة خاطئة في جنوب السودان وفي أرجاء العالم. نهب ممتلكات المواطنين وشهدت أحياء متفرقة بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، وقوع عمليات نهب وسلب لممتلكات المواطنين بواسطة القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها، وأوضح شهود عيان من المدينة تعرض المنازل لعمليات نهب من قبل الجيش الحكومي المنتشر في شوارع المدينة. وأكد مواطن من حي مونكوي أن عناصر من الجيش الحكومي اقتحموا منزله وقاموا بأخذ العديد من ممتلكاته بعد فشلهم في إيجاد مواد غذائية، إلى جانب ذلك شكا عدد منهم بأحياء أخرى متفرقة من نفاد المواد الغذائية، وأكد أحدهم أن الغذاء بمنزله نفد تماماً ولا يملك ما يطعم به أطفاله، وأضاف أنه لم يتمكن مع أسرته من الخروج للانضمام للأسر التي فرت إلى الكنائس ومقرات الأمم المتحدة بسبب انتشار القوات العسكرية في شوارع مدينة جوبا، كما شكا من توقف الناقلات التي تقوم بنقل مياه الشرب للمواطنين في أحياء المدينة أثناء المواجهات العسكرية، فيما أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الحكومي بول ملونق أمراً تلاه المتحدث باسم الجيش الحكومي العميد لول رواي، عبر التلفزيون القومي لجنوب السودان، أمر جنود الجيش الشعبي الحكومي المنتشرين في أحياء المدينة بالتبليغ إلى وحداتهم، وشدد البيان على أن كل جندي ضبط متورطاً في نهب وسلب ممتلكات المواطنين سيتم القبض عليه ومن يقاوم ذلك سيتم اطلاق النار عليه فى الحال، وانهم عليهم التجمع خلال ساعتين. ومازال عدد القتلى إثر المواجهات المسلحة في جوبا غير معروف حتى الآن، على الرغم من تزايد عدد القتلى رغم الهدوء السائد صباح امس، حيث لا توجد سيارات خاصة متحركة في شوارع المدينة ومازالت المدارس والمكاتب الحكومية والخاصة مغلقة، مع انتشار حراسة المحلات التجارية وبعض المواقع حيث فر اليها المدنيون، وبدأ بعض السكان الذين فروا إلى الكنائس يعودون إلى منازلهم. هجوم على المدنيين افادت معلومات من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس)،إن نحو ما لا يقل عن العشرات من المدنيين لقوا حتفهم و(67) آخرين أصيبوا نتيجة للقصف المدفعي والصاروخي بالقرب من مقر البعثة بحي تونبيق بمدينة جوبا نتيجة للمواجهات المسلحة، ومن ناحية أخرى أفادت مصادر محلية بأحياء بمربع (7) و(8) (9) بقودلي ومونوكي و(107) وحي زاندي،عن وقوع ضحايا وسط المواطنين إثر قصف جوي بواسطة سلاح الطيران الحكومي، هذا إلى جانب إجبار المواطنين على مغادرة إحدى الكنائس، وقال المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، إدمون ياكاني، إن المواجهات المسلحة أدت إلى وقوع قتلى وجرحى حسب سكان هذه المناطق، لكن ليس هنالك حصر لعدد الضحايا حتى الآن. وكشف ياكاني عن إجبار نحو(150) مواطناً احتموا بإحدى الكنائس بالقرب من حي كويت بمدينة جوبا، على مغادرة الكنيسة، مطالباً المجتمعين الدولي والإقليمي بالتدخل للضغط على الطرفين لوقف إطلاق النار لضمان سلامة المواطنين. قتلى يوغنديون قتل (5) تجار يوغنديون على الاقل في كمين مسلح مساء الاثنين عقب ساعات من اتفاق وقف اطلاق النار ليرتفع عدد القتلى اليوغنديين الى (7) اشخاص، ووقع الهجوم الذي نفذه مسلحون في طريق (جوبا – نمولي). وفي السياق نفسه قامت القوات اليوغندية بما سمته عملية اجلاء لرعاياها من دولة جنوب السودان، بينما شاركت وحدات من الجيش اليوغندي مع قوات سلفا كير ضد قوات مشار، وقال المتحدث باسم الجيش اليوغندي العقيد بادي انكوندا في تصريحات صحفية امس ان قواتهم لن تنشر في جوبا لكنهم دخلوا جنوب السودان لاجلاء رعايهم براً. عدم احترام المجتمع الدولي قال كاتب جنوبي يدعى توماس دينق إن القتال الدائر في جوبا بين الرئيس سلفا كير ونائبه الاول رياك مشار اصبح مثل مباراة لكرة القدم في متجر للخزف، وان مشار عند ما غادر جوبا في 2013م عند اندلاع الحرب كان الجيش يملك حوالى 70 الف جندي، وغادر بسبب الرئيس سلفا كير ورئيس الاركان بول ملونق، ويضيف الكاتب المقيم في العاصمة الكينية نيروبي ان محادثات السلام والاتفاق لم يغيرا من لاعبي المباراة الخطيرة بينهما خاصة ان سلفا كير وملونق لا يحترمان اتفاقيات المجتمع الدولي، وان عدم هذه الاحترام بسبب الهجمات التى نفذت ضد المدنيين، ولم تتدخل البعثة للرد عليها لذا فقدت القوة والاحترام في الدولة، وحتى عندما وصل القتال معسكرات الامم المتحدة فأن البعثة لم ترد ، ويقول الكاتب إن فوز سلفا كير وملونق على مشار في 2013 جعلهم يتمردون وجعل المجتمع الدولي يتحرك، ولعل السبب هذه المرة ان القادة العسكريين الذين انشقوا من سلفا كير وانضموا الى مشار سيغيرون من معادلة اللعبة والخاسر الكبير هو مواطن جنوب السودان ، ويختم الكاتب بانه طالما ظل بول ملونق وسلفا كير في الجنوب فإن السلام لن يأتي ابداً، خاصة ان دولة الجنوب فقدت علاقاتها الخارجية مع المجتمع الدولي. رحيل سلفا ومشار أكد الأمين العام لهيئة دعم السلام بدولة جنوب السودان الناشط استيفن لوال، انه في الأزمة الطاحنة التي تشهدها بلاده لا يتبع للنظام الحاكم او المعارضة بدولة الجنوب، معلناً انحيازه إلى قضايا وهموم الشعب الجنوبي، وإنه مثل أي جنوبي يخاف مما يجري في بلاده من أحداث مؤسفة، وبالتالي فإنه عليه تميلك الحقائق للشعب الجنوبي .وأضاف قائلاً: نعم كنت في وقت سابق أتبع إلى الحركة الشعبية بقيادة البطل الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور، إلا إنني لدي مواقف ثابتة منذ أن انشقت الحركة الشعبية إلي مجموعة من الحركات، الأمر الذي حدا بي إلى الابتعاد عن هذا المسار. وتحدث استيفن لوال عن التطورات الميدانية العسكرية والسياسية حيث رفض استمرار الحرب في دولة جنوب السودان، قائلا : إذا كان في رحيل سلفا كير ورياك مشار من السلطة، الوحدة والأمن والسلام للشعب الجنوبي، فليرحلا اليوم قبل الغد. عنف أحمق قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس إن الولايات المتحدة أدانت العنف في جنوب السودان، واعتبرت من يرتكبون أعمالاً وحشية أو الذين يعرقلون جهود وقف القتال مسؤولين بشكل كامل، ودعت رايس في بيان لها الذين يتقاتلون إلى العودة إلى ثكناتهم، وقالت هذا عنف أحمق وليس له مبرر.. ويقوم به هؤلاء الذين يقدمون من جديد مصالحهم الذاتية على مصلحة بلدهم وشعبهم، ويعرضون للخطر كل شيء طمح إليه شعب جنوب السودان خلال السنوات الخمس الماضية. الجنوب ينزلق للحرب قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية إن دولة جنوب السودان في طريقها لبدء حرب أهلية جديدة بعد أن فشل طرفا النزاع في تنفيذ نصوص اتفاقية السلام التي أبرمت في أغسطس العام الماضي. وأوردت الصحيفة في تقرير لها أن سبعة آلاف من المدنيين فروا من منازلهم ولجأوا إلى الكنائس والمواقع المدنية التي تديرها بعثة الأمم المتحدة بالبلاد، موضحة أنه حتى داخل هذه الأماكن ليس من المؤكد أن ينعم المدنيون بالحماية لأن قوات الجانبين لا تتورع عن قصف أي هدف أو اقتحام أي مكان، مضيفة أن القتال امتد إلى مناطق أخرى غير العاصمة جوبا مثل توريت وغرب مندري. وأشارت إلى أن القصف المتبادل بين قوات الرئيس سلفا كير ميارديت وقوات نائبه رياك مشار الذي بدأ الخميس الماضي، استخدمت فيه المروحيات والمدفعية الثقيلة والدبابات، وذكرت أن ميارديت ومشار أمر كل منهما قواته بوقف القتال، لكن يبدو أنهما غير قادرين على كبح انفلات قواتهما،أو أن أوامرهما غير جادة، كما حذرت السلطات المدنيين من الخروج من منازلهم. ونقلت الصحيفة عن مدير منظمة كير الأمريكية للإغاثة فريد ماكراي قوله إن منظمات العون الإنساني جمدت أنشطتها بسبب استحالة الانتقال من مكان إلى آخر، وإن مطار جوبا مغلق، وإذا أعيد فتحه فإن إجلاء جماعياً للمنظمات الدولية والإنسانية سيتم. وأضاف ماكراي أن هناك إحساساً سائداً بأن القتال سيستمر، وأعرب عن أسفه لتوقف المعونات الإنسانية التي يعتمد عليها حوالى 4.8 ملايين شخص يعانون مجاعة حادة، في ظل انهيار اقتصاد البلاد. ونقلت الصحيفة عن الخبير بشؤون دولة جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية كاسي كوبلاند قوله إن الأزمة بالجنوب تتصاعد بسرعة أكبر من تحرك المجتمع الدولي. وأعرب عن تشاؤمه، واعتبر أن الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال ضعيف. وذكر التقرير أن أكثر البنود إثارة للنزاع في اتفاق أغسطس للسلام هو بند تقييد عدد القوات المسلحة التي يمكن لكل طرف الاحتفاظ بها في جوبا، ونسب إلى محللين قولهم إن الطرفين تجاهلا تنفيذ الاتفاق وبدآ منذ التوقيع عليه التحضير لحرب جديدة. وأشار إلى أن مجموعة الأزمات الدولية كانت قد حذرت في بيان لها في الأول من الشهر الجاري من أن اتفاق السلام لم ينفذ منه أي شيء، وأن طرفي النزاع يستعدان لحرب وشيكة.

الانتباهة