كمال عوض : (الكودة) .. رجع البلد!
> طوال يومين متتاليين, ضج موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بتعليقات ساخنة بعد إعلان د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي على صفحته، عودته للبلاد من سويسرا منهياً فترة اغتراب دامت لسنوات. > وقال الكودة في بوست ظل نشطاً على مدار الساعة: (بعد قرار اعتزالي العمل السياسي والعزم للتفرغ لخدمة الوسطية والاعتدال في مجال العمل الدعوي الإسلامي ها أنذا بحمد الله أكمل إجراءات سفري حاطاً رحالي بمشيئته تعالى بأرض الوطن الثلاثاء مساء بالطائرة التركية، دون أي اتفاق أو صفقة مع جهة من الجهات، فقط آمل أن تصح معلومة حاجة الجامعات السودانية لمن يدرس فيها بعد أن هجرها الكثير من الأساتذة والعلماء ،وربما مارست مع ذلك العمل مهنة المحاماة بإنشاء مكتب لذلك. هذا لكل الأصدقاء والأحباب الذين اعتدت دوماً على إخطارهم على أقل تقدير إن لم تكن هناك مشورة، الوسطاء لا يمتنعون لكن في حدود الشفاعة الحسنة فقط).انتهى. > الكودة قدم نفسه معارضاً ,واتخذ عدة مواقف جعلته في خط المواجهة المباشرة مع الحكومة وأبرزها توقيعه بكمبالا على ميثاق الفجر الجديد مع الجبهة الثورية, وشنه لهجوم عنيف على الحكومة وهيئة علماء السودان. إلا أنه عاد العام الماضي للمشاركة في الحوار الوطني بعد الدعوة التي قدمها له رئيس الجمهورية من أجل الوصول إلى رؤية وطنية جامعة لحل أزمات البلاد. > وبحسب الأستاذ الهادي محمد الأمين, المختص في شؤون الجماعات والأحزاب الإسلامية، فإن يوسف الكودة وإسماعيل عثمان ومحمد أبوزيد شكلوا ثلاثياً جديداً في الملعب السلفي الذي كان يعتمد على الدعاة والأئمة التقليديين. وظل الكودة رجلاً مثيراً للجدل وسط جماعته واشتهر بإصدار الفتاوى والاجتهادات الجديدة في الساحة السلفية، وهو صاحب (الموازنات الشرعية والعمل بفقه الضرورة والتوسع في المباحات). > وكانت لحظة مفارقة الكودة لصف أنصار السنة أمراً مفاجئاً داخل وخارج الجماعة، بل وحتى خارج حدود البلاد. حيث يتمتع الرجل بعلاقات واسعة بدول الخليج العربي, وهو عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وعضو الهيئة العالمية للتقريب بين المذاهب بطهران. > يعود يوسف الكودة ابن الولاية الشمالية إلى حضن الوطن بعد اعتزاله للعمل السياسي, وتأكده من أن الوطن البديل لن يكون حضناً دافئآً وآمناً مهما كانت المغريات والتسهيلات. عاد الكودة ليقدم أنموذجاً جديداً للمعارضين بالخارج بأن لا داعي لهجرتهم طالما أن السودان يسع الجميع، وأن مساحات الحرية والحوار كافية ليجلس أبناء الوطن حول طاولة واحدة للتباحث والتفاكر حول كيفية مواجهة بلادنا للأزمات. > قلت للكودة في مداخلة على بوست (العودة), في الفيس بوك: ننتظر أيضاً عودة صدور صحيفة (الدرب الإسلامي). وهي صحيفة دعوية اجتماعية ثقافية أصدرها في نهاية التسعينيات، وكان يرأس مجلس إدارتها ورئاسة تحريرها وأحدثت حراكاً كبيراً وسط قطاعات كبيرة من المجتمع. ورغم أنني لم أتابع إجابته على تعليقي ،إلا أنني أتوقع أن تشهد الساحة الصحفية عودة الناشر القديم. > وللذين يسألون عن سر اختياري لعنوان (رجع البلد), وهي أغنية شهيرة لشاعرنا الفذ أبو آمنة حامد, وتغنى بها الفنان الكبير محمد الأمين: جانا الخبر شايلو النسيم في الليل يوشوش في الخمائل هش الزهر بكت الورود وسالت مشاعر الناس جداول رجع البلد بعد السنين المرة يا دوب العيون سهرن هجد > أحيل السائلين عن سر الاختيار للبحث والتنقيب عن آراء الكودة في الشعر والغناء والموسيقي والردود الساخنة من جهات عديدة عليه.