معاوية محمد علي : أليس كذلك يا نجود؟
أستمعت أمس الأول لبرنامج في الإذاعة الطبية، هو برنامج إنساني عرض عدداً من الحالات التي يحتاج معظمها للمساعدة فيما يخص مستلزمات المدارس، وبلا شك أن مثل هذه البرامج التي تتفاعل مع قضايا وهموم المواطنين، هي برامج مهمة وتستحق الاحترام والتقدير والدعم مع الأخذ في الاعتبار أن من يقدمون مثل هذه النوعية من البرامج يجب أن تكون لديهم الحجة وقوة الطرح والأسلوب المناسب لطرح مثل هذه القضايا دون قيود وتكلف، وهذه نقطة من الممكن أن تكون المغنطيس الذي يجذب آذان المستمعين، والريشة التي يعزف بها على قلوبهم فتدغدغها وبالتالي يتفاعلون.
لكن السلبيات في البرنامج الذي أستمعت إليه كثيرة، وأولها ترسيخه لمفهوم أن ما تفرضه المدارس على التلاميذ هو أمر واجب السداد، ويتجلى ذلك في طرحه لحالة طفلتين يتيمتين تطالبهما المدرسة بمبلغ خمسمائة جنيه رسوم تسجيل، وكما هو معروف أنه ليس من حق أي مدرسة أن تفرض رسوماً على التلاميذ غير تلك التي تقررها مجالس الآباء، هذا بالإضافة إلى أن الطفلتين يتيمتان ومن حقهما على المدرسة الدراسة بالمجان، لذلك كان من باب أولى أن تقوم أسرة البرنامج طالما أنها نذرت نفسها للمساعدة وعمل الخير، بالذهاب مع الطفلتين إلي المدرسة والمطالبة واسترداد حقهما في التسجيل والدراسة المجانية، لكن أن يقوم البرنامج وطوال فترة بثه بمناشدة الخيرين دون التعليق، فهذا الأمر يدعم المدارس وجشع بعض القائمين على أمرها من المخالفين لتوجيهات وزارة التربية والتعليم بمجانية التعليم الحكومي.
أما ثاني السلبيات فهي الضعف الواضح في طرح الحالات وتبعثر أفكار مقدم البرنامج الواضحة في تعديله للمعلومات التي يقدمها مرة وأخرى حتى بدا لنا كالتلميذ الذي لم يستذكر الدرس في حصة (التسميع)، ومثل هكذا ظهور يمكن أن يضعف من الحلقة ويقلل من تفاعل المستمعين معها، فيكون بذلك قد تسبب في تحرير شهادة وفاة لبرنامج يمكن أن يقدم الكثير للمجتمع.
إن البرامج التي تعنى بشرائح المجتمع الضعيفة وتطرح احتياجاتهم أصبحت من أهم البرامج في إذاعاتنا الخاصة ومعظمها يفتقد لفنون الخطاب الإعلامي في مثل هذه القضايا، وهذا لا ينفي أنها قدمت الكثير من المساعدات، لكن يجب أن تراجع من قبل إدارات البرامج في تلك الإذاعات حتي تؤدي رسالتها علي الوجه الأكمل وحتي تكون كفارة للعك البرامجي الذي يقدمونه لنا في برامج أخرى.
خلاصة الشوف:
استضافت قناة النيل الأزرق في برنامجها (مساء جديد) الفنان إسماعيل حسب الدائم وكانت معظم أسئلة مقدمة الحلقة نجود حبيب عن بداياته الفنية، (تخيلوا) فنان مثل إسماعيل حسب الدائم يغني لأكثر من أربعين عاماً وما زالت نجود تسأله عن البداية.. حقيقة لم نفهم شيئاً غير أنها حلقة أعدت على عجالة وأن النيل الأزرق تعمل بنظرية (الجود بالموجود) أليس كذلك يا نجود؟