مقالات متنوعة

اسحاق الحلنقي : المهنة شاعر


٭ استغرب كثيرون حين أعلنت أثناء تقديمي في سهرة (عشة صغيرة) بإذاعة المساء أن أغنية (مشي أمرك يا قدر) التي يتغنى بها الفنان صلاح مصطفى، لم أقصد بها عذراء قتلني فراقها، وإنما قصدت بها شقيقتي الصغرى التي كان عمرها آنذاك لا يتجاوز العشر سنوات، كتبتها وأنا أنظر إليها من نافذة القطار وأنا في طريقي من كسلا إلى الخرطوم، وهي تقف هناك على الرصيف غارقة في دموعها.
٭ تفاجأ موظف الجوازات في إحدى الدول الخليجية حين رأى أن خانة المهنة على جواز سفري مكتوب عليها شاعر، فقال لي ممازحاً إذن أنت مطالب أن تسمعني بعضاً من أشعارك حتى أتأكد من حقيقة هذه المهنة، ثم ابتسم وهو يقول بصوت فيه كثير من التقدير: أهلا بالشعراء في بلادنا، ذكرني هذا الموقف بأمسية شعرية جمعت بيننا أنا والشاعر الراحل عثمان خالد، أقيمت في بداية السبعينات بجامعة الخرطوم، كان ضيفها الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، بعد إنتهاء الأمسية وجه له عثمان خالد سؤالاً عن الوظيفة التي يشغلها بجانب كونه شاعراً؟ عندها أخرج لنا الشاعر المصري الكبير (عليه الرحمة) جواز سفره وكانت المهنة المبينة على جوازه هي شاعر، تخيلوا أن ذلك كان قبل ثلاثين عاماً.
٭ قال الرسام العالمي بيكاسو إن الخطوط المتعرجة الموجودة على جلود الحيوانات من الفهود تمثل نوعاً من الفوضى للعين التي تتأملها بلا أبعاد، أما العين المبصرة المتأملة فإنها ترى في هذه الخطوط تناغماً جمالياً يجعلها تشكل إيقاعاً من الألوان لا تخطئه عيون كحلها الجمال بل تخطئه العيون التي لا ترى للفراش حقاً في التنقل بين أحضان البساتين.
٭ وجَه المليادير المعروف (أغا خان) المالك لأعظم خيول السباقات في العالم، وجه بإطلاق رصاصة الرحمة على قلب فرس أحبه كثيراً، وذلك بعد تعرضه إلى كسر في الساق أدى إلى حرمانه من الدخول في سباقات عالمية كان من أبطالها، وقال (خان) إنه يعز عليه أن يفارق هذا الفرس، خاصة وأنه لم يخسر سباقاً قط، وأضاف أنه اختار له أن يفارق حياته المليئة بالبطولات برصاصة من الرحمة بدلاً من أن يعيش وهو فرس عجوز مترهل البطن يتنقل بين حشائش الاسطبلات.
٭ إحتفل الشاعر المصري مرسي عزيز جميل والذي تغنت له الفنانة الكبيرة أم كلثوم بأكثر من عشرين أغنية، إحتفل بكتابة الأغنية الألف، وقد كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات نجم هذه الاحتفالية، بالإضافة إلى عدد من كبار شعراء الأغنية المصرية، وقد كانت فرصة سانحة استغلها أحد الصحفيين ليسأل السادات عن رأيه في الأغنية المصرية؟ فأجابه ضاحكاً : (إنت ما شفتش أغنيات الست أم كلثوم بتعمل إيه في الرئيس ناصر) ثم انفجر ضاحكاً.
هدية البستان
العيد الجاب الناس لينا ماجابك
يعني نسيتنا خلاص
مع أنك انت الخليتنا
نغني الحب ذكرى وإخلاص
صبحت دمعتنا وسادتنا
كده حاول أعرف لينا خلاص