كمال عوض : ندوة الجنائية في بيروت
> شهدت العاصمة اللبنانية بيروت أمس الجمعة ندوة سياسية ساخنة نظمها مجلس الشباب العربي والإفريقي تحت عنوان (اختلال العدالة الدولية.. محكمة الجنايات الدولية أنموذجاً). > تحدث في الندوة السفير علي الصادق سفير السودان في بيروت ود. حسن الجوني أستاذ القانون الدولي ود. ليلى بديع الكاتبة والمحللة السياسية ومسؤولة العلاقات الدولية بجريدة (اللواء) اللبنانية بالإضافة لمنير شفيق المحلل السياسي المعروف. > الندوة التي أقيمت بدار الندوة وسط بيروت حضرها إعلاميون وصحافيون ووكالات أنباء عالمية وكان الاهتمام بالفعالية كبيراً للضجة الكبيرة التي أحدثتها فضائح الرشاوى التي تلقاها أعضاء المحكمة لملاحقة قيادات بعض الدول الإفريقية ورموزها. > أجمع المتحدثون على أن المحكمة الدولية هي الأنياب والمدعي العام هو المخلب سواء أكان أوكامبو أم بنسودا والمتحكم الحقيقي هي الإرادة الأمريكية والصهيونية والذين تمد لهم المخالب هي الدول المستضعفة والهدف الأساسي من هذه المحكمة هو وضع المستهدفين تحت الابتزاز السياسي لتنفيذ الأجندة الغربية والخضوع لتوجيهات دول الاستكبار. > الغريب أن المحكمة تغض الطرف وباستحياء كبير وتتجاوز انتهاكات الحكومات الأمريكية المتعاقبة وتغمض عينيها عمداً عن ما تفعله دولة الكيان الصهيوني في قطاع غزة وفلسطين المحتلة ككل. > مسيرة محكمة الجنايات الدولية مليئة بأخطاء كثيرة لو التفتنا لها فإننا يمكن أن ننسف تحركاتها المشبوهة في لمح البصر. أيضاً بعد فضيحة الرشاوى الأخيرة التي طالت منسوبيها بإمكاننا اتخاذ خطوات قانونية تتحد في صياغتها كل الدول المتضررة. وهذا من شأنه فتح العديد من الثغرات التي تنهي هذه البؤرة الفاسدة. > وعلى الحكومة الاستفادة من الشهود الذين تعرضوا للاغراءات وتم ترتيب الإقامة لهم في الدول الغربية إلا أنهم عادوا لأرض الوطن وأكدوا أن المحكمة زورت شهاداتهم لخدمة أجندتها وأهدافها المشبوهة. > سلاح الإعلام من أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها الدول في تمرير أجندتها وسياساتها ويجب علينا استخدامه بالصورة المثلى لتحسين الصورة وقيادة المبادرات الكبيرة. > قلت في مداخلة في الندوة إن الرئيس البشير أنهى فعلياً فاعلية المحكمة بزياراته المتكررة والناجحة لدول أعضاء وغير أعضاء فيها وترنحت الجنائية تحت ضرباته ولم يبقَ إلا القليل لتشييعها. > موقف الحكومة كان قوياً منذ البداية بإعلانها عدم الاعتراف بالمحكمة منذ البداية ورفضها دولياً وإقليمياً لكل القرارات الصادرة منها وقيادتها للحراك الإفريقي الكبير الذي أثمر مؤخراً عن انسلاخ دول الاتحاد الإفريقي نهائياً من عضويتها. > الحراك الأخير إن واصلنا فيه كفيل بإزاحة هذا الكابوس من المشهد الدولي وعلينا التمسك بحصانة الرؤساء وعدم المساس بهم وتفعيل القضاء المحلي للبت في كل القضايا الخلافية التي عانينا فيها من التدخلات السافرة من الدول الغربية.