محمد عبد الماجد

مساعد رئيس الجمهورية (انتساب)


(1) رغم أن منصب مساعد رئيس الجمهورية منصب (قصري) قاطع،أي يأخذ شاغله طابع (القصر الجمهوري) إلا أن الحسن الميرغني استطاع بإجادة تامة أن يكون مساعداً للرئيس في القصر الجمهوري من (منازلهم). ليس له في (القصر) إلا (القصر) في الصلوات نسبة لأسفاره المستمرة!!. ومثلما هناك دراسة بالانتساب – نحسب أن هناك مساعد أول لرئيس الجمهورية بـ(الانتساب)..وكما توجد الدراسة من بُعد توجد المساعدة عن بُعد. في يونيو الماضي أكمل (مسافر) أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني (عاماً) في القصر – لم يقضِ منه في القصر أكثر من (شهرين). واذا جمعنا أيامه في القصر وجملناها طوال فترته في فترة واحدة. بل إن جملة أيام الحسن الميرغني لا تتجاوز الـ (40) يوماً اذا خصمنا الجمع والعطلات الرسمية. ذلك يعني أن الحسن الميرغني قضى أكثر من (10) أشهر خارج القصر، بل خارج البلاد مع تمتعه بكل الصلاحيات الدستورية والمادية والأدبية للمنصب الرفيع الذي يشغله. (2) اذا كان منصب قيادي رفيع بهذا المستوى بهذا (التغيُّب) والترحال الدائم، كيف يكون حال القيادات الصغرى والوظائف المختلفة في مؤسسات الدولة؟. الحكومة في كثير من مفاوضاتها وملفاتها وإعلامها تنافش أمر عودة الصادق المهدي. الأجدر مناقشة عودة مساعد أول رئيس الجمهورية. لا جدوى من عودة (معارض) في ظل مغادرات (مشارك). الملفات التي أجادها الحسن الميرغني وأبدع فيها في عام في القصر، هي ملف (صيام شهر رمضان في القاهرة)..قبل ذلك كان الحسن الميرغني ممسكاً بملف (الاستشفاء) خارج البلاد. لينتقل بنا الحسن الميرغني من القاهرة الى لندن الى أمريكا ما بين ملف (الزعل) وملف (الاستشفاء) وملف (صيام شهر رمضان). (3) جاء في آخر تصريحات للحسن الميرغني عزمه عن عودته للبلاد من الولايات المتحدة خلال أيام لمباشرة مهامه بالقصر الرئاسي والبدء في تنفيذ المهام التي أوكلت إليه من رئاسة الجمهورية. هذا المهام التي يقصدها السيد مساعد أول رئيس الجمهورية هي تفقده لسياراته والبحث في شؤون سفرياته القادمة. لماذا لا يكون الحسن الميرغني سفير السودان الدائم في الأمم المتحدة؟. الحسن الميرغني لم يكلفه القصر الجمهوري لرسم (لوحة تشكلية) او كتابة (قصة قصيرة) او قرض (قصيدة) من الشعر الحديث حتى يتعامل مع (مهامه) بهذه المزاجية العالية. المبدعون أنفسهم لا يتعاملون مع إبداعاتهم بهذا التمهل. أما تحليل الامتيازات التي يحصل عليها مساعد أول رئيس الجمهورية، فهي تتمثل في توجيهه تفعيل دور اللجان بالحزب بالعاصمة والولايات، بالإضافة لرفع تقرير دوري عن أداء وزراء حزبه المشاركين في حكومة الوحدة الوطنية. كيف يصدر الحسن الميرغني هذه التوجيهات وكيف يطلب بتفعيل اللجان ورفع تقارير عن أداء وزراء حزبه المشاركين في الحكومة وهو نفسه غائباً؟. أولى أن يفعِّل الحسن الميرغني (منصبه) من أن يطالب بتفعيل اللجان. مقرر قطاع التنظيم مالك درار قال لـ( المركز السوداني للخدمات الصحفية)، عقب لقائه الحسن الميرغني في العاصمة المصرية القاهرة ، إن الميرغني وجه قطاع التنظيم بحضور عضوية الحزب في أقرب وقت تمهيداً لقيام المؤتمر العام، بجانب تفعيل اللجان.وأشار إلى أن رئيس قطاع التنظيم وجه أمانة التنظيم بالجلوس الدوري مع الوزراء ورفع تقييم أدائهم بصورة دورية منتظمة من أجل تقييم أداء دور الحزب في الحكومة وتقديم المزيد من الجهود التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. بربكم هل يحتاج هذا الأمر لأن يمكث الميرغني قرابة الـ (10) أشهر من عامه الأول في القصر خارج البلاد ليصدر مثل هذه القرارات؟. حشر مصلحة الوطن والمواطن في مثل هذه الأمور ..أمر مضحك ، إذ لا يبدو لنا من ذلك غير مصلحة الأشخاص. هل يمكن تقديم إصلاح للوطن والمواطن بهذا الانقطاع والسفر المتواصل مع التمتع بكل الامتيازات. لا أعتقد أن الحسن الميرغني في وضعيته تلك قادر على تقديم شيء للوطن غير أن يحدثنا عن فوائد الأسفار الخمسة، التي يمكن أن يكون الحسن الميرغني رفعها الى تسعين فائدة بعد حديث (السيارات) الأخيرة. (4) نحن نكتب عن مساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني منتقدون له، والأكيد أنه لا اختلاف كبير بين المساعد الأول لرئيس الجمهورية وبقية المساعدين ، إلا في (تكلفة السفر) التي تحسب على المساعد الأول. ما دون ذلك فإن حراك المساعدين الآخرين كله محصور في وضع حجر الأساس وقص شريط الافتتاح. منذ فترة لم أقرأ تصريح لموسى محمد أحمد رغم إنه (مقيّم) في القصر. جلال يوسف الدقير غادر على طريقة الحسن الميرغني للاستشفاء. أما عبد الرحمن المهدي، فقد طل على المشاهدين في (3) برامج تلفزيونية في شهر رمضان المبارك ليتحدث عن الفروسية وأغاني الحماسة والدوبيت!!.