عبد العظيم صالح : (تكبير) و (تصغير)
٭ الأشياء حسب نظرية التقسيم تنقسم إلى (كبيرة وصغيرة!!) ربما يقول دعاة الفلسفة: في (حاجات) بين الاثنين.. (متوسطة) وهذه النظرة قد تكون (صحيحة) وسليمة.. على سبيل المثال…. الإنقاذ قامت بإلغاء المرحلة المتوسطة وأضحى مستوى التعليم إما (صغير) أو كبير فحدث الاختلال الذي لم (يتوازن) بعد.. بالمناسبة أين حديث وزيرة التربية والتعليم وتعهداتها بإعادة المرحلة المتوسطة؟ لقد ذهبت أدراج الرياح ككثير من تصريحاتها (الهوائية!)
٭ ما دفعني لمثل هذا التأمل رسالة نصية وصلتني من الأستاذ كمال الدين مجذوب الطيب مدير مدارس التأهيل التربوية والتعليمية الخاصة بحلفاية الملوك يقول فيها: لاحظت ضغط الصحف السودانية في الكتابة وأصبحت الحروف والكلمات صغيرة وبلغتنا (دقاقة) مما يصعب على جيلنا قراءتها وتصبح (قراية) (الجرائد) طاردة وتكون سبباً لتحول الناس للوسائط الحديثة.. (تكبير) الكلمات لتقرأ بارتياح (افتكر) موضوع يستاهل تناوله في عمودك المقروء!
٭ ذات الملاحظة نقلها لي أخونا الأستاذ علي فقير عبادي المدير الإداري والمالي لهذه الصحيفة فهو تربوي ومعلم قبل أن يكون إدارياً وسياسياً قال لي: ياخي زيدوا حجم الحروف شوية خصوصاً أسماء الكتاب.
٭ ومثل هذه الملاحظات كثيرة!! يوم أمس نقلتها للزملاء في المكتب الفني قائلاً يا جماعة بدون (تنظير) كبروا الحروف.. نحن ما خسرانين حاجة!! اتفقنا على إجراء عملية تكبير شاملة (للبنط) حتى لا يهرب (كبارنا) و (يا ويل أمة يهرب كبارها!!
٭ ما أتعس الحياة عندما ينسحب الكبار ويتركونها نهباً للصغار!!
٭ نمشي شوية ونتأمل حكاية (التكبير) و (التصغير)، فعلى ذكر الأولى أذكر تلك الطرفة عندما ذهبنا في معية مسؤول كبير وطفق أحدهم (مكبراً) ومهللاً ومنتفضاً بصورة (كهربائية) فالتفت إليه المسؤول قائلاً (يا زول تكبيرك ده ما حقنا ده حق الأنصار!!
٭ قال لي من أثق في خبراته لا تخدعك مظاهر (الجمال) (الحايمة) في الشوارع فأغلبها خاضع لعمليات (تكبير وتصغير) هنا وهناك!! (الأصلي) بات نادراً والسوق مليان تقليد!!
٭ أغلب مظاهر وسلوكيات الحياة المعاصرة تجري وراء (التكبير).. كل زول داير (إكبر كومو).. عكس قول الشاعر: إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام!! قديماً قالوا الما عندو كبير إشتري ليهو كبير!!
٭ ما أحوجنا للرجوع للكبار!! وما أحوجنا لتوخي الحكمة.. خليك كبير!! وما تصغر نفسك عند الحكام وناس القروش!!
٭ لا تجري وراء الحكمة (الصغيرة) رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده الذهب!!
٭ فليس صحيحاً أن الذي لا يملك الذهب الناس عنه قد ذهبوا.. ويا ناس الصحافة (كبروا الحرف) وخليكم كبار في نظر (المواطن) وليس مهماً إن (صغرتوا) عند الحكومة!!