معاوية محمد علي : طه سليمان.. (بالعربي الكسيح)
كلما افترضنا بكل حسن النية، الوعي الفني التام لدى الفنان طه سليمان أبى إلا أن يثبت لنا أنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يكتسب هذا الوعي وحتى تكتسب تجربته الفنية النضوج، فطه أوحى في حوار أجراه معه زميلنا محمد الطيب الأمين (بالعربي الكسيح)، أن كل من انتقد (ضحكاته) في برنامج (استديو 5) الذي قدمه عبر شاشة الأزرق في رمضان، هو يستهدفه وأقحم دون مناسبة النقد الذي وجه له عند ارتدائه لأزياء بعينها في فترة ما، فتخيل أنه مستهدف، ونسي أو تناسى أن هذه الأقلام التي انتقدته هي ذات الأقلام التي تغزلت في تجربته في التمثيل ومن قبلها في الغناء، وقبل كل ذلك توسمت فيه النضوج الفني الذي يؤهله لفهم ما يكتب عنه، سواء أن كان ثناء أو انتقاداً، ثم يتعامل مع كل بما يجب، لكن أن يخلط (الكيمان) فهذا هو عدم الوعي الفني بذاته، فنحن لسنا مطالبين بأن ندق الطبول ونحرق البخور ونتغزل في كل ما يقدمه، وكذلك لسنا حريصين على انتقاده ما لم يفرض علينا ذلك.
عزيزي طه سليمان عليك أن تعلم أنك عندنا فنان يرجى منه الكثير، نقر تماماً بما لك من جماهيرية، نثمن جهودك ومثابرتك وطموحاتك المشروعة كفنان ينظر للفن من زاوية أنه رسالة، ولكن كل ذلك يحتاج للتأمل والتدبر قبل أي خطوة، ويحتاج إلى التروي حتى تكلل الأفكار والجهود بالنجاح، وليس الاستعجال والتعامل مع الأمور من باب أنك طه سليمان وأن كل ما يقدم طه سيكون محل حديث الإعلام والجمهور.
نعم إن فكرة برنامج (أستديو5) فكرة تستحق الثناء ومغامرتك في التجربة تستحق التشجيع، لكن لا يعني ذلك أن كل الحلقات التي قدمتها يجب أن نصفق لها، وأن كل ضحكة أطلقتها بمناسبة أو من دون مناسبة يجب علينا أن نضحك معها وندبج فيها مقالات الغزل، فهذا فهم فطير لا ينبغي أن يكون مصدره عقل فنان شاب ينتظر منه الفن الكثير.
أما دورك في مسلسل (وتر حساس) فقد كان محل إعجابنا، ويكفيك منه ما رميته في بئر الدراما الساكنة، لكن هذا لا يفرض علينا أن نقول إنك مكي سنادة، ولا يفرض علينا أن نبصم على نجاح كل ما تقدم بالعشرة، فهناك هنات لا تقلل من ما قدمت وعليك شكر كل من لفت نظرك إليها، بدلاً عن السخرية وتصوير نفسك وكأنك الفنان الأوحد في زمانك وأنه لا يحق لقلم أن يقترب من تجاربك.
ونصيحتي الأخيرة لك أخي طه هي أن تنظر لكل ما يكتب عن تجاربك بافتراض حسن النوايا، فتأخذ ما يفيدك وتترك ما لا يفيدك، غير ذلك فإن نظرتك للأمور ستجعلك قريباً وقريباً جداً في عداد (المنسيين).
*خلاصة الشوف
جلسة صفاء واحدة مع النفس بكل الصدق.. تكفي.