معاوية محمد علي : إلى عبد الوهاب وردي مع كامل الأسف
بكل أسف تابعنا احتفالات الذكرى الرابعة لرحيل فنان أفريقيا الأول محمد وردي تحت مسمى مهرجان (وردي الوطن)، والتي جاءت مخيبة للآمال ودون قامة المحتفى بذكراه، فمثل وردي وما قدمه من عطاء إبداعي، يستحق أن تكون احتفالية ذكراه واحدة من حكايات (ألف ليلة وليلة) تنظمها لجنة قومية تجمع كل ألوان الطيف الثقافي والفني، ويتلاقى فيها الرسمي بالشعبي، لكن ما تابعناه حقيقة هو مخجل حد الخجل، وبالطبع لا أقصد بأي حال من الأحوال صغار المطربين والمطربات الذين شاركوا في حفل المسرح القومي، فهم مشكورون على مسعاهم ومشاعرهم النبيلة وعلى حرصهم تسجيل الحضور في مثل هذه الفعالية، لكننا نلوم القائمين على أمر المهرجان الذين خرجوا علينا بمهرجان لا يفرق كثيراً عن مهرجانات المدارس الأولية بمناسبة وداع طلاب الصف الثامن.
مخجل والله أن يكون ما تابعناه هو مهرجان يحمل اسم وردي، أو ليلة احتفاء بذكرى رحيله، وإنما كان عبارة عن سرادق عزاء ومناسبة للبكاء مرتين، مرة على فقدنا الجلل في هرمنا الفني، وثانية على ما يتم باسمه من مهازل فنية، فبدا لنا المسرح القومي وكأنه سرادق عزاء دون معزين.
هي رسالة نبعثها لكل القائمين على أمر المهرجان أن يوقفوا فوراً أي فعالية أخرى باسم وردي، وأن يبادروا بتقديم الاعتذار لهذا الشعب ولكل محبي فنان أفريقيا الأول على ما ارتكبوه من مهزلة باسم فناننا العظيم، وشاكرين لهم حسن المبادرة، لكن ليس وردي من يغني في مهرجان ذكراه كل من بادر وطالب بالغناء.
أما رسالتنا الثانية والمهمة فنبعثها للأخ عبد الوهاب وردي ونقول له إن أراد حقاً أن يحتفل معنا بذكرى والده الفنان الكبير، فعليه أن يمتثل بنصيحته له قبل رحيله بأن يهتم بالجانب الموسيقي ويترك الغناء لأنه ليس من أهله، ونزيد من عندنا نصيحة نقول له فيها (لا يعني أن ابن وردي يمكن أن يغني لوردي)، لأنه لا يستطيع أن يغني لفنان أفريقيا الأول إلا فنان أفريقيا الأول.
*خلاصة الشوف
رحم الله وردي وأسكنه فسيح جناته، وغفر لكل من تلاعب باسمه الكبير.