خالد حسن كسلا : مفاهيم حوارية على لسان المهندس حامد!!
> جيد أن تستمع للمهندس إبراهيم محمود حامد مساعد السيد الرئيس عبر الأجهزة الإعلامية، وهو يتحدث عن قضية من القضايا الشائكة مهما بلغت صعوبة فهمها، فالرجل له المقدرة والصبر على شرح المفردات الاستراتيجية بصورة دقيقة جداً تجعل فهمها لك كاللقمة سهلة البلع. * السيد إبراهيم عركته الحياة السياسية واستفاد كثيراً من المواقع التي استوزرها، فجعلت منه شخصية قدر المسؤولية الخاصة بالمرحلة تماماً. وأجمل ما في حديث المرحلة للسيد المهندس انه يتحدث بلسان المجموعة القابضة بالحكم في البلاد وقواعد منها، لذا تكون درجة اللوم ضعيفة قد لا تذكر اذا قورنت بأحاديث الآخرين الذين يتقدمون حديثهم بعبارات (أنا) أرى…. وأرى هذه هي التي تلحقهم بأمات طه.. لكن ما أجمل الخطاب الجماعي الخارج عن العمل بمفاهيم وأمرهم شورى بينهم. * شدني حديث عبر الأجهزة الإعلامية للسيد المساعد أراحني من ضعف فكري وفهمي عن الحوار الوطني وما ادراك ما الحوار؟ * تحدث عن أننا الآن ننتظر الإخوة الكرام من المعارضة وما تبقى منهم والمعارضة المسلحة بالتوقيع على خريطة الطريق.. وأن جميع لجان الحوار رفعت توصياتها مكتملة وتنتظر المؤتمر العام في السادس من أغسطس من هذا العام لترى النور… ويذهب المهندس إبراهيم محمود ليوضح أكثر أن الحوار الذي ينتظره كل الشعب السوداني عمره المتبقي لن يتعدى الشهرين فقط كحد اقصى من الشهور القادمة داخل هذا العام. * هذا كلام طيب.. فهمت منه أن الحوار الوطني ببساطة سوداني أصيل دون وساطات سوى أطراف شقيقة في الحث على التوقيع علي مخرجاته والاعتراف به، وقد حدث والآن على حد قول المهندس الذي بدا اكثر تفاؤلاً خلال حديثه بأن التوقيع حتى من المتبقين قد شارف… وتبقت قلة بسيطة منهم سيوقعون بإذن الله، لأننا في حزب المؤتمر الوطني أوفينا بكل ما طلبته المعارضة والحركات المسلحة ايفاءً تاماً.. وفصل ما طلبوه واوفى به المؤتمر انهم وقعوا اولاً وتركوا لهم حق التوقيع لابداء حسن النية، وعندما طالبوا بالتزام الحكومة ممثلة في الحزب ببنود خريطة الطريق…. صدقوا حين قالوا نحن وقعنا على ما اتفقنا عليه قبل كل الأطراف… بل ننتظركم انتم للمشي قدام * حقيقة أسلوب حامد في ايصال اصل الفكرة للمواطن حول قضايا الحوار سليمة واسلوبه شيق لأنه بسيط وسهل الفهم، وهذا هو المطلوب بعيداً عن المصطلحات السياسية المعقدة التي تجعل الناس أكثر انصرافاً عن الحوار الذي في حد اعتقادي وفهمي هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلكه السودانيون ليعبروا هذه المرحلة الخطرة التي يمر بها وطنهم السودان. وصدقوني هي مرحلة أخيرة ارجو ان تمر على خير، خاصة أن العالم في بعضه لا يريد بنا خيراً ونحن في بعضنا ايضاً لا ندري او ندري ولكن نغمض اعيننا حتى لا ترى انهم يكيدون لنا. * اجمل نقطة في حديث المهندس انه ذكر انهم اكثر حرصاً على ان تكون المشاركة من كل فصائل الشعب السوداني ومهما كانت درجات فهمهم ووعيهم السياسي، لأن القضية ليست قاصرة على فئة بعينها من المثقفين فقط، بل شملت ابسط الناس فهماً بحكم تمثيلهم هم وليس اختياراً من حزب المؤتمر الوطني. * بالتأكيد هذا الحديث له ما بعده وما بعده يكون ايجابياً…. ان امر الاوطان يقرره اهله بكل شرائحهم المختلفة، وهذا له دوره الايجابي النفسي، حيث لم يفرق الحوار بين الإنسان السوداني واخيه الانسان، فقط الاصل في الحضور الجنسية السودانية، ليست الجنسية المستند بقدر ما هي الهوية السودانية… والتي كنت اعتقد أنها ستحدث بلبلة خلال الحوار، ولكنها عدت بحمد الله بهدوء…. ولذا لم يشترط الحوار الوطني في المتحاورين شهادة أن درجة علمية لضمان الحوار، انما طلبت مفوضيته فقط التمثيل بالعضوية لضمان نجاح الحوار عبر الرضاء والتراضي. * قصدت بهذه المادة أن اقول إننا يجب ان ننتبه الى مخرجات الحوار كشعب سوداني، وان نكون اكثر حرصاً على نجاحه وفلاحه من غيرنا، لأنه امر سوداني بحت سيأتي بكل ماهو خير. وقصدت أن اقول إن المهندس ابراهيم محمود حامد عبر بالحوار الوطني عبوراً هادئاً طيباً سليماً، وأحسب أن الحوار سيؤتي اكله اذا فهم السودانيون ان الأمر خالص لاستقرارهم وأمنهم وحياتهم، والا على الدنيا السلام. * سعادته إبراهيم محمود حامد أوفيت وكفيت.. وجعلت الأمر لنا سهلاً ومفهوماً يمكن ان نشرحه للآخرين من الشعب السوداني، ونوضح لهم ما فهمناه منكم سهلاً. (إن قُدِّر لنا نعود).