معاوية محمد علي : بدون تعليق
بمناسبة ما يدور في الساحة الرياضية والصراع الدائر بين وزارة الشباب والرياضة من جهة، وبين مجلس الاتحاد العام المنتهية ولايته من جهة أخرى، أعيد عليكم ما سبق أن كتبته في شهر أغسطس من العام الماضي، دون أي تعليق أو إضافة، وكتبت حينها:
لا أصدق أن الحكومة ومعها القائمين على أمر تسيير النشاط الرياضي لكرة القدم بالبلاد يجهلون أن الرياضة وكرة القدم تحديداً.. هي واحدة من ممسكات الوحدة الوطنية وهي الحبل المتين الذي يربط المجتمع.. هذه معلومة يعلمها الصغير قبل الكبير.. وبطبيعة الحال يجب أن تكون مفهومة لدى الحكومة ولدى قادة الاتحاد العام لكرة القدم.. فالواضح عندنا أنها معلومة غائبة عنهم تماماً وإلا ما تابعنا الفوضى الضاربة في المجال الرياضي والجدل (البيزنطي) في قوانين الكرة لدرجة أن لكل شخص في الاتحاد أو لكل لجنة لوائحها الخاصة.. حتى باتت هذه الخلافات مهدداً للمجتمع أو على الأقل نسف الموسم الرياضي.
أما الحكومة فمن المؤسف أن يكون كل دورها هو تشييد الملاعب الرياضية وتأهيل الإستادات والتبرع للأندية بالمناسبات.. وهي المطلوب منها عبر وزارة الشباب والرياضة أن تتابع كل صغيرة وكبيرة وأن تكون الراعي الرسمي للمنتخب الوطني وللأندية حال مشاركتها الخارجية.. ولكنها في أحيان كثيرة تقف موقف المتفرج على ممارسات وأفعال.. أقل ما يمكن أن نصفها به.. أنها تثير الكراهية بين جماهير الرياضة.. والأمثلة كثيرة ولا حصر لها ولا عد.. وإن كانت الحكومة والاتحاد العام يعلمان أن كرة القدم هي مدعاة للوحدة ورسالة محبة لما حدث ويحدث.. وحتى لا تظنوا أنني أتلاعب بالكلمات وأطوعها بمزاجي.. أقول كمثال فقط إن الكثيرين في دول العالم يعرفون النجم ميسي ويعرفون كل صغيرة وكبيرة عنه وعن بلده الأرجنتين.. ولكن معظمهم لا يعرفون من هو رئيس الأرجنتين.. وحتى لا نذهب بعيداً أقول إن كثيرين يعرفون نزار حامد وكاريكا وأحمد الباشا وضفر ويعرفون المناطق التي جاءوا منها.. ولا يعرف كثيرون من هو وزير الشباب والرياضة أو رئيس الاتحاد العام لكرة القدم.. والأمثلة عديدة التي تكشف عن سحر كرة القدم وكيف تطوعها الدول لتوحد شعوبها والتعريف بها..
وأقول صراحة إن ما يحدث عندنا هو العكس تماماً.. وإن كرة القدم برغم ما نصرف عليها من ملايين الدولارات هي واحدة من أسباب التعصب الأعمى.. وما نطالع ونقرأ ونسمع خير شاهد.. لذلك رجاء خاص أن تضطلع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام بمهامها حتى تكون (المجنونة) واحدة من أسباب وحدة وطنية نحن أحوج ما نكون لها.