غياب حقن “التيتانوس” وأقراص “السكري”.. وتوفر عصير “الأناناس” !!
{في الوقت الذي أهدر بنك السودان مع بنوك تجارية أخرى ملايين الدولارات (المدعومة) – بالسعر الرسمي – بمنحها لشركات لا تعمل فعلياً في مجال استيراد الدواء، وغير مسجلة في مجلس الصيدلة والسموم، تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص حاد يرقى لدرجة العدم في بعض المناطق للأدوية المنقذة للحياة، بما فيها الحقن المضادة لمرض “التيتانوس” وأقراص “السكري” .. !
{قبل عدة أيام أصيب أحد الزملاء بآلة حادة، وعندما راجع عدداً من المستشفيات بروشتة الطبيب للحصول على حقنة “تيتانوس”، ولم يجد مناله، وظل مفزوعاً من إمكانية التهاب الجرح وتدهور حالته .
{الأسبوع الماضي، كان يحدثني أحد الصيادلة في صيدلية بمدينة “بحري” ضمن جملة من الهموم والشكاوى عن نفاد أقراص (أماريل) لدى الشركة الموردة، وهي العلاج الأساس لمرضى السكر من النوع الثاني !
{لا بد أن يرتفع (الدولار) ويتجاوز حاجز الـ(15) خلال أيام معدودات، ما دام النقد الأجنبي الشحيح أصلاً في البنك المركزي لا يذهب لتغطية الأولويات الملحة، بل يتسرب عشرة .. وعشرين مليون دولار لشركات وهمية .
{ولابد أن يرتفع الدولار والدرهم والريال السعودي ما دامت وزارة المالية تسمح باستيراد عصير “الأناناس” من “دبي” والجزر والبنجر واللبن من “السعودية” والبرتقال من جنوب “أفريقيا”، وكل السلع متدنية المواصفات من “الصين” من مواد البناء غير المطابقة إلى الأثاث والبسكويت .. إلى أدوات الكهرباء والسباكة من اللمبات (عمر يوم واحد) وإلى المواسير (المواسير) !!
{إذن .. هو الفشل الذريع في ترتيب الأولويات وانعدام الصرامة في تحديد الاحتياجات، فتكون النتيجة هذه الفوضى العارمة في الأسواق، واستعار أسعار السلع، والجميع يبرر لكل الأزمات بارتفاع الدولار والدرهم والريال !!
{تنعدم الأدوية المنقذة للحياة في المستشفيات والصيدليات، ويتوفر الدولار من السوق الموازية بكميات هائلة لاستيراد كماليات ولوازم مجتمع مرفه ومترف، فيرتفع سعره مع كل صباح .
{من يضبط بوصلة اقتصاد هذه الدولة ؟!
المجهر
والمطلوب من المغتربين تحويل دولاراتهم (كسر ) رقبة ولـ (لتكسر) هذه الدولارات لاصحاب الشركات الوهمية .. والمطلوب من المغترب ود (الغفلة) أن يقفل اولاده بالخارج ويغلفهم بـ بشكير أحرام حتى تحل مشكلة دخولهم للجامعات السودانية .. والمطلوب من المغترب هذا فقط أن يحول مدخراته أما العمر والمشاعر والحنان يبلها ويشرها على سلك شائك لمزارع وهمية ايضا قالوا استثمار أجنبي .. والمطلوب من المغترب الأضينة تحويل دولاراته لتمويل شركات صناعة سيارات وهمية وحرام عليه دخول سيارة مستعملة فقط دولاب وستارة معتته .. وعلى المغترب أيضا ان يقى عشرة على عفشه المستعمل وهو الوحيد الذي يفتخر به جهاز المغتربين بأنه تمكن من السماح بدخوله شرطا يكون لبس عمة العودة النهائية ..
خبرات ومدخرات بالخارج تجعل من السودان سلة غذاء العالم وسلة كساء العالم وسلة دكوة العالمة .. هذه الخبرات مازالت تدك بالخارج والسادة السفراء والقناصل وكافة الملاحقيات تعاين فيها وتضحك على السفر العامرة بمناسبة استقبال الوفد الفلاني ووداع ست الدلوكة التي جيء بها خصيصا لاحياء اعياد الاستقلال . اللهم لطفك . وحتى هذه اللحظة جهاز المغتربين يبحث عن خبراء اجانب للبحث في كيفية الاستفادة من مدخرات المغتربين ..
وفي ظل هذا الغياب يحضر جهاز المغتربين بالاسم الجديد جهاز رعايةالسودانيين بالخارج .. هذا الجهاز الرمزي في حياة المغتربين مازال يلعب بالناس .. في ظل هذا الغياب يفتخر الجهاز بما يسمى (برنامج الشراكة السودانية للكفاءات بالخارج) ومن مهام هذا الاسم الوهمي تزويد الجامعات والمستشفيات بأحدث البحوث والدراسات في كافة المجالات العلمية . وأن يحضر هؤلاء الخبراء ليحاضروا وعرض الشرائح التي توضح اجراء أكبر العمليات وشاهدها الجميع و(كبروا) .. وكبرى مستشفياتنا تشكو انعدام (الشاش) والجهاز ينقل في الخبرات عبر (شاشة اللالبتوب )