نهايــــة الطريـــق
> أجواء إيجابية تسبق انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني في السادس من الشهر الجاري، وتشهد الساحة السياسية الداخلية تقاربات في المفاهيم والمواقف والمقاصد العامة، في ذات الوقت تحاول المعارضة بالخارج التقاط أي قفاز وباتت تعبر عن الرغبة في السلام أكثر من ذي قبل، خاصة بعد إعلانها الاستعداد للتوقيع على خارطة الطريق. > وينظر لحديث السيد الصادق المهدي عبر الفضائية السودانية قبل يومين وهو يتشارك برنامجاً تلفزيونيا ًمع المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني ، بأنه خطوة جيدة في هذا التقارب المنشود ، وهناك حالة من الارتخاء العام في المضمار السياسي خفَّ بموجبها التجاذب الحزبي، حتى مؤتمر الحزب الشيوعي السوداني السادس الذي عُقد بقاعة الصداقة (مقر مؤتمر الحوار الوطني) ، أعطى بمجرد انعقاده وتمامه رسالة تعبِّر عن هذه الحالة التي تعم البلاد وتشير إلى أن المسافات بين السودانيين يمكنها أن تنحسر أكثر ليتفق الجميع في ما يتفقون عليه ،ويعذر بعضهم بعضاً في ما اختلفوا فيه .. > وقبيل التئام الجمعية العمومية للحوارالوطني الأسبوع المقبل، يجب أن ننظر بعمق إلى البيئتين الإقليمية والدولية المواتيتين والداعمتين بشكل مباشر وغير مباشر لأجواء الحوار الوطني ، فربما تُسهمان بشكل كبير في زيادة التفاؤل بنجاح تجربة الحوار وبلوغها مراميها المنشودة وقد عبرت القوى الإقليمية والدولية جميعها عن مواقف مؤيدة للحوار وداعمة له، وبلا أدنى شك لا يوجد في الإقليم أو كل الأسرة الدولية من يراهن على الحرب والقتال في إحداث التغيير السياسي في السودان ، وهذه رسائل فهمتها قوى المعارضة السياسية والمسلحة، ولم تعد الحركات المتمردة ومن يقاتلون الحكومة في جنوب كردفان والنيل الأزرق كما كانت ولا مواقفها الأخيرة . فحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل وهي تعاني من خلافات داخلية حادة هذه الأيام ، وحركة مني أركو مناوي ذهبتا بطوعهما واختيارهما للعاصمة القطرية الدوحة طمعا ًفي الانضمام للسلام وإذا توفرت للحركتين كما قالتا من قبل ظروفا ًأفضل سواء أكانت بفتح وثيقة الدوحة أو بدونها، ستؤوبان إلى الداخل وتتخليان عن العمل العسكري . > أما قوى نداء السودان التي ستوقع حتماً على خارطة الطريق عقب اللقاء المرتقب مع رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، كما أعلن في البيان الصادر عنها بعد اجتماعات باريس الشهر الماضي، سيلحق بعض منها قريباً بالحوار الوطني وربما يكون السيد الصادق المهدي أسبقهم للعودة بعد أن أعلن هو بنفسه انتفاء الأسباب التي كانت تحول دون عودته . > إذا كانت هذه هي الأجواء والفضاء السياسي العام وسماءه الصافية نوعا ًما، قبل انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني في السادس من أغسطس الجاري، ينبغي أن تخرج الجمعية العمومية بما يتوافق ويترافق مع تطلعات الأمة السودانية وانتظاراتها، وأهم ما تتطلبه اللحظة الراهنة ومطلوب فيه من الأمانة العامة للحوار الوطني وآلية (7+7) أو الآلية التنسيقية، أن يتواصل الوفاق العام شبه المكتمل في اللجان الست، وألا يكون هناك أدنى خلاف علا او انخفض حول مخرجات الحوار وتوصياته، ولاتزال هناك بعض الجهات تتحدث عن وجود بعض المخرجات غير متفق عليها في لجان الحوار تركت لمعالجتها في الصياغة العامة المسودة النهائية التي عكفت عليها الأمانة العامة كل هذه الفترة ، ستقدم هذه المخرجات والتوصيات في السادس من أغسطس حتي تجيزها الجمعية العمومية تمهيداً للمؤتمر العام الذي ربما عُقد في أكتوبر المقبل في ذات اليوم من الشهر الذي نطلق فيه قبل عام . > وجود فرص مواتية للتحاور بين السودانيين بأطيافهم السياسية والفكرية والاجتماعية المتنوعة، تعد لحظات نادرة وسوانح ثمينة في تاريخنا الوطني يجب ألا تتبخر وتتلاشى ، علينا الحرص الكامل عليها حتى لا تضييع من بين أيدينا ، حتى لا نجلس ملمومين محسورين ..