مقالات متنوعة

تدخين الاطفال : نازك يوسف العاقب

امس ورائعة الايام السابقة غمرتني وكل سكان الخرطوم نفحات رائعة من اجواء خريفية تفوح منها رائحة الورد وعبق الدعاش وغيوم استظلت بها البلاد فكانت روعة الاجواء (تصور روعة المشهد).. وكاننا انتقلنا الى سويسرا او جنوب افريقيا ونجم عن تلك الاجواء اعتدال في المزاج الانساني .. فانارت الابتسامات الوجوه وتغيرت ملامح الناس والمعاملات في الشارع الى مائة وثمانين درجة حتى ( الكماسرة الايام دي سمهم فائر) (يصرون) لنا جيئة وذهاباً غشيتهم الرحمة واصبحت لغتهم (مفهومة) و(طقطتهم) حنينة فكانت معاملتهم غير.
ولكن دوام الحال من المحال ولاننا لم نعتاد على الفرح المستمر وكما ترنم هاشم ميرغني علية الرحمة (الفرح في دربو عارفو اصلو ما بطول كتير) .. فجاة تبدل الحال واختفت من ثغري الابتسامة وحتى مرافقي حينما ابصرنا مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية ( تزينهم الملابس والحقائب المدرسية على ظهورهم) (يبخبخون) السجائر وهم يضحكون وتمعنت فيهم فوجدت انهم من اشكالهم باين عليهم انهم اولاد اسر محترمة وبعدهم بقليل مرت مجموعة اخرى واضح من ازيائهم من مدرسة خاصة ثانوية عريقة ولم يكونوا يختلفون عن من سبقوهم في حمل انواع السجائر المختلفة دون حياء او خجل ودون اكتراث لاحد ويظهر (الجو فارض نفسو) زي ما قال واحد منهم
التدخين اخواتي الصغار دمار وهلاك وموت بطئ وهو تبديد لحيوية الشباب وزهوه وهو تبديد لمال ابيك الذي يصرف عليكم ويدفع قيمة الملابس والكتب والكراسات والشنط والترحيل واقساط المدارس والقائمة تطول.. فانت ابنه وامل ومستقبل للبلاد فارجوكم انتبهو أبنائي .