محمود الدنعو

ما يتمناه موغابي


بعد أن أصبح رسميا، مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بات السؤال: أي سياسة تجاه أفريقيا سيتبعها في حال فاز في انتخابات الثامن من نوفمبر المقبل، لاسيما القارة الأفريقية شهدت خلال عهد الرئيس باراك أوباما الذي تنحدر أصوله من القارة نفسها انحسار الاهتمام الأمريكي بقضاياها؟ واللافت أن دونالد ترامب لا يملك سياسة محددة تجاه أفريقيا بحسب رئيس الوزراء الكيني السابق، ولكنه يجد تعاطفاً كبيراً من الرئيس الزيمبابوي موغابي عميد الرؤساء الأفارقة.
وصل إلى زمبابوي مؤخراً عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي، هما السيناتور كريس كونز والسيناتور آدم شيف، على الرغم من العزلة الغربية على نظام الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي، ولكن العضوان لم تكن زيارتهما في الأصل تتعلق بأجندة سياسية أو دبلوماسية، وإنما لبحث التعاون مع الجانب الزيمبابوي في قضية محاربة تهريب الحيونات البرية، وطلباً مقابلة وزير الداخلية، ولكن اللقاء بحسب تصريحاتهما لمجلة (بولتيكو) الأمريكية تحول لدهشتهما إلى مقابلة مع الرئيس موغابي نفسه، ولكن النقاش بينهم والرئيس موغابي تحول إلى التوتر عندما سألهما لماذا تفرض الولايات المتحدة العقوبات على زيمبابوي منذ العام 2002 بعد تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان وتزوير في الانتخابات، رد عليه عضوان مجلس الشيوخ الأمريكي، لم يعجبه الرد صمت برهه ثم قال: “عندما يصبح ترامب رئيسا أتمنى أن يصبح صديقي”.
لا أحد يعلم المعطيات المنطقية التي تدعو موغابي إلى التفاؤل بأن ترامب عندما يصل إلى البيت الأبيض يمكنه أن يصبح صديقاً لموغابي الرئيس المنبوذ من جميع زعماء الغرب بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان وكراهيته المعلنة للبيض، فضلاً عن سيطرته على السلطة في زيمبابوي لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، وتشبثه بها حتى الموت، مع تفشي الفساد وتدهور الاقتصاد والحريات السياسية في البلاد، ولكن في المقابل هناك من لا يرى في المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية المثير للجدل ما يراه موغابي، فرئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا الذي ترأس الحكومة الائتلافية ين عامي 2008 و2013 يقول إن دونالد ترامب لا يملك أي سياسة تجاه أفريقيا. وأضاف في ندوة نظمها (شاتام هاوس) في لندن أنه يأمل بأن تصبح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون الرئيس القادم للولايات المتحدة قال: “لا أدري إن كان لدى الجمهوريين سياسة ما تجاه أفريقيا، إذا كانت لديهم فأنا لم أسمع بها”، وذلك رداً على سؤال في الندوة عن هل ترامب أم كلينتون من يساعد العملية الديمقراطية في أفريقيا؟ مجلة (نيوزويك) الأمريكية اتصلت على حملة ترامب للتعليق على تصريح رئيس الوزراء الكيني، ولكنها لم تحصل على أي رد.