محمود الدنعو

عاد الرئيس المختفي ولكن


ضجت وسائل الإعلام الدولية مؤخرا بقضية الرئيس المختفي عن شعبه عندما سجل الرئيس الملاوي بيتر موثاريكا آخر ظهور علني يوم 25 سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ألقى كلمة بلاده وبعدها (كأنه فص ملح وداب)، كما يقول المصريون، لا أحد يعلم أين ذهب وليس هناك برنامج منشور ومعلن لجدول زيارة الرئيس التي كان يجب أن تنتهي بإلقاء كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، السفارة الملاوية في واشنطون ترفض التعليق والحكومة الأمريكية لا شأن لها ووسائل التواصل الاجتماعي في ملاوي تتلاطمها أمواج من تعليقات وتغريدات القلقين على مصير رئيسهم والمشككين في صحة الرئيس الذي قيل أنه يتلقى العلاج سرا في الولايات المتحدة من مرض خطير، الأمر الذي دفع أحد وزراء حكومته إلى التحذير عبر صفحة الحكومة الرسمية بموقع (فيسبوك)، المواطنين الذين ينشرون الشائعات عن اختفاء ومرض الرئيس من عواقب قانونية، ودعا الشعب إلى تجنب الشائعات، مؤكدا أن الرئيس بصحة جيدة.
فانهالت التعليقات على منشور الوزير الملاوي على الفيسبوك من قبل المواطنين المطالبين بالإفصاح عن مكان الرئيس وعن صحته، لأن هذا الغموض هو السبب في إشعال الشائعات.
وطالبوا بمعرفة موقع الرئيس وطبيعة المهام التي يقوم بها في الولايات المتحدة
وبعد أكثر من عشرين يوما من الاختفاء وغياب المعلومات الحقيقة عن الجماهير الملاوية التي باتت تتابع بقلق وسائل الإعلام الدولية التي خلعت النعوت الساخرة على رئيسهم، فهو (المختفي) حينا و(الضائع) حينا آخر، وتفتح الشهية للشائعات حول مصير وصحة الرئيس، عاد الرئيس بعد أكثر من عشرين يوما إلى مطار كاموزوا الدولي في العاصمة ليلونغوي، واكتفى بتحية الجماهير التي احتشدت في المطار لاستقالبه بالتلويح لها باليد اليسرى مع إبقاء اليد اليمنى في وضع ثابت، وبعد تفتيش الحرس الشرفي ومصافحة كبار المسؤولين في الدولة غادر دون أن يحيي الجماهير بكلمة أو يعقد مؤتمراً صحافياً، كما جرت العادة، وهو الأمر الذي أعاده مجدداً الحديث عن الوضع الصحي للرئيس. وقال المحلل السياسي مومفوري مفولا لوكالة الصحافة الفرنسية إن المفاجأة الكبرى أن يستخدم الرئيس يده اليسرى، وهو معروف باستخدام اليد اليمني في تحية الجماهير، كما أنه ليس من العادة أن لا يلقي خطابا في مثل هذه الظروف، وهو الأمر الذي يزيد من الشكوك.
أما بيلي مايايا الناشط في مجال حقوق الإنسان، فقد طالب الحكومة الملاوية ببيان حول صحة الرئيس. وقال للوكالة الفرنسية إن أي أحد معرض للمرض، ولكن الرئيس يجب أن يطلع الشعب على تفاصيل وضعه الصحي
إذن عاد الرئيس المختفي إلى العلن، ولكن الغموض لا يزال قائماً، وتلك هي معضلة شعوب أفريقيا مع الشفافية.

اليوم التالي