محمود الدنعو

بوتن في الانتخابات الأمريكية


بالأمس استعرضنا هنا حظوظ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حيث أفضت تطورات الأحداث في بريطانيا بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي تركيا بعد الانقلاب الفاشل أفضت إلى تقارب روسي مع بريطانيا وتركيا بعد أن كانت علاقات موسكو مع لندن وأنقرة في حالة توتر، وبما أنه رئيس محظوظ جدا كما أشرنا وأن نتائج الفرق الأخرى تخدمه كما هو الحال في عالم كرة القدم نجد أن حظوظ الرئيس بوتين تتجاوز تداعيات ما جرى في بريطانيا وتركيا إلى ما سيجري في الولايات المتحدة نوفمبر المقبل عندما يختار الشعب الأمريكي الرئيس القادم للبيت الابيض خلفا للرئيس أوباما والتنافس بين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري. ويرى مراقبون أن وصول دونالد ترامب يصب في مصلحة الرئيس بوتين وأظهر استطلاع أجراه مركز عموم روسيا أن 34 في المئة من المشاركين يتوقعون تحسنا في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في حال فوز ترامب مقابل 6 في المئة إذا فازت كلينتون، وكرر الرئيس السايق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايكل موريل، تصريحات تربط بين المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب والرئيس الروسي فلادمير بوتين قائلا إنه لا يشك في أن بوتين يعتقد في قرارة نفسه بأن ترامب عبارة عن وكيل (جاسوس) بدون قصد للاتحاد الروسي، وتحت عنوان “لماذا يُفضل بوتين ترامب؟” يقول الكاتب الروسي ميخائيل زيجار، في مقاله علي مجلة (بوليتكو) الأمريكية، إنه بالنسبة للكرملين، فإن المرشح الجمهوري دونالد ترامب واقعي ونفعي ومجرد من المبادئ ويفكر في نفسه فقط بصورة كبيرة مما يجعل التفاهم معه أكثر سهولة.
ما نشر مؤخرا عن قرصنة معلوماتية روسية على قواعد بيانات الحزب الديمقراطي ينظر إليه باعتباره محاولة روسية للتأثر في الحملة الانتخابية الأميركية لصالح ترامب المفضل لدى الكرملين.
وتساءل الكاتب البريطاني جوناثان جونز، عما ‏تعنيه المزاعم الخاصة ترامب بروسيا، ودورها في الانتخابات الأمريكية. وأعاد جونز – في مقاله بمجلة (النيوستيتسمان) – بالأذهان إلى العام 2012، عندما ‏سخر باراك أوباما من منافسه الجمهوري ميت رومني، جراء وصف الأخير روسيا بـ (العدو ‏الجيوسياسي) رقم واحد للولايات المتحدة.‏ وتساءل الكاتب قائلًا: “كيف تغيرت الأمور في غضون أربع سنوات فقط؟”، راصدا رغبة الديمقراطيين اليوم في الترويج لأن الروس هم الأشرار، وأن ‏المرشح الجمهوري يتودد إليهم.
لا شك أن هناك تأثيراً ما لروسيا في الانتخابات الأمريكية لا أحد ينكره، ولكن في حال وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فإن ذلك يؤكد ما ذهبنا إليه بأن الرئيس بوتن محظوظ جدا، لأنه حينها ستدخل علاقات البلدين مرحلة جديدة لاسيما، وهناك غزل متبادل بين الرجلين.