سهير عبد الرحيم : هملة آثارنا
دار همس قبل فترة من الزمن داخل أروقة وزارة الخارجية ووزارة السياحة حول رسالة من السفير السوداني في ألمانيا في ذلك الوقت، وهو يستفسر عن وجود آثار سودانية في منازل ألمان .
نعم..آثار سودانية بمنازل مواطنين ألمان ..المعلومة لم تكن صعبة التصديق في ظل الإهمال الكامل؛ والذي تتعرض له الآثار السودانية؛ إهمال شامل كامل يشمل كل مراحل عملية التنقيب ابتداء من البحث ومروراً بالدراسة وانتهاء بالحفظ .
فإذا علمنا أن هناك 100000 قطعة أثرية بمخزن هيئة الآثار (الكحيان الشافتو عينكم ده) والذي لا تتوفر فيه أدنى درجات الحفظ والأمان، فهذا يعني أن الآثار عرضة للتلف وللسرقة، واذا علمنا أن بعض الخواجات والمفتشين يأخذون جزءاً من الآثار لدراستها بمنازلهم وهي أماكن تعتبر غير آمنة، وليست مناسبة للدراسة، فهذا يعني أن بيوت البعض تحولت إلى متاحف .
وإذا علمنا أن هناك أكثر من 43 بعثة أجنبية تعمل على التنقيب عن الآثار وليست هناك رقابة جيدة عليها؛ حيث تحصل البعثة على الترخيص؛ ولكن لا يوجد من يتابع حصولها على خلو طرف فهذا يعني أنهم (عااادي) ممكن ياخدوا الآثار إلى بلدانهم دون أن يتم تسجيلها في الهيئة، وهذا مايحدث عادة
أيضاً إذا علمنا أن القطريين أوقفوا المشروع القطري لتطوير المواقع الأثرية والسياحية في السودان بعد أن صرفوا 40 مليون دولار ولم تظهر نتائج ملموسة على أرض الواقع؛ فأوقفوا التمويل هذا العام، (وكتفوا إيديهم وقعدوا يعاينوا ) …..!!
هذا طبعاً بخلاف التجاوزات المالية والتي كشف عنها ديوان المراجع العام وتم فتح بلاغ بخصوصها في نيابة المال العام و تمثلت في التصرف ببيع خردة وحديد دون توريد العائد لدى وزاراة المالية.
قبل فترة تحدث وزير السياحة محمد ابو زيد مصطفى؛ قائلاً إنه يستهدف خلال الثلاث سنوات القادمة خمسة ملايين سائح وذلك عقب تسجيل جزيرة سنجنيب وخليج دونقناب على لائحة التراث العالمي، طيب…..أنت الآثار المسجلة عندك عملت فيها شنو..؟؟
إذا كان الفساد وصل بيع الخردة الموجودة في قلب الخرطوم، فماذا ننتظر من نتائج إيجابية بخصوص جزيرتين في البحر الأحمر .
خارج السور :
ينقبون بشراهة عن الذهب ويوفرون له حماية لا تقل عن حماية الثغور، ويهملون الآثار رغم أن الأول ثروة كل ما مر عليها الزمان نضب معينها، في حين أن الآثار كل ما مر عليها الزمن زادت قيمتها.