عبدالرحيم محمد سليمان : مهرجان جنوب كردفان .. مهرجان في زمانه وفي مكانه المناسب
فعلا ، ارضاء كل الناس غاية لاتدرك !! .. ومن الناس من تسمع لحن قوله وهو الد الخصام لكل ماهو يصب في مصلحته او في مصلحة غيره ممن غيضه الله لهم اميرا وسراجا منيرا يخرجهم من الظلمات الي النور … وكأين من مثقف من مناطق جبال النوبة لا ينصره جهد قدره في التعلق باسباب السلطة الا وحمل السلاح ضدها او قال عنها مالم يقوله مالك في الخمر … الكل هناك اما ان يكون مسئولا ولو بالباطل او لايكون ، الكل يزين له شيطانه انه اذا لم يولد لتسائل العالم لماذا ؟ … مايسمي بمثقفي جبال النوبة من بعض ( الكتاب والصحفين) ، ( لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ) كما يقولون … لقد تحدثوا بهتانا وذورا عن مهرجان الثقافة والتسوق المذمع قيامه في الايام القليلة القادمة ، ووجهوا سهام النقد اللاذع للفكرة من حيث المبدأ ، واتهموا الوالي الموقر بالقصور ، وتحججوا بالحجج الواهية التي اطلقوها جذافا ليعطلوا مسيرة التنمية القاصدة الي احالة الولاية وجهة من وجهات الحضارة القمينه بشعب ( النوبة ) كشعب ضارب جذور الاصالة في التاريخ … سئلت ابني الصغير كيف يمكن ايقاف نيران الحروب وجعل العالم مكان افضل ؟ .. اجابني بلا تردد او تلعثم .. لا يتحقق ذلك الا باشاعة معاني الثقافة وتأصيلها داخل نفوس الناس ، فالحروب دائما وقودها ( ونافخي كيرها )انصاف المتعلمين الذين يستغلون سذاجة البسطاء ، فينصب الواحد نفسه ( مسيح القبيلة المنتظر ) ويسوق الحالمين كقطيع الماشية يوردهم موارد الهلاك ، فينطبق عليه القول الشعبي المصري ( خربتها وقعدت علي تلها ) !!.
ان تجادل ( التعيس ) بالتي هي احسن ، افضل من مجادلة ( خائب الرجاء ) لان الاول قد يجد في حديثك صدي طيب يغير من اتجاهات تفكيره مئة وثمانيون درجة ، واما الاخر اما ان يحذيك او ان يحرق اعصابك …
وفي كل الاحوال مفاد الحقيقة هو ان السيد الوالي عيسي ابكر ، هبة السماء لولاية جنوب كردفان ، فالرجل انجز بصمت بليغ ، وحقق للولاية مكاسب تنموية لايذيغ عنها الا ناظر كل هالك ، يكفي قيام المشاريع الكبيرة التي ما كان يحلم بها انسان الولاية !! … ودفاعي عنه ليس من باب الروابط الاجتماعية التي قد تجمع اعلامي بسياسي في السلطة ، فكما اسلفت لم اتشرف بعد بمقابلته لاشكره علي حسن صنيعه بما انجز لنا في ولايتنا التي هجرناها منذ الهجرة العظيمة لاجدادنا في منتصف القرن التاسع عشر … وانما ادافع عنه من ثوابت وقناعات راسخة تكونت لديا بما رأيته بام عيني عندما تشرفت بزيارة حاضرة الولاية كادقلي ومدينة الدلنج التي اكن له معزة خاصة باعتبارها ايقونة الجبال وواجهتها التراثية الجميلة .
وثمة امور لابد ان يعلمها ويطالعها الذين ( يبخسون الناس اشياءهم ) ، فالمهرجانات ذريعة تفضي الي تعميم مبدأ السلام في المناطق المبتلية بالنزاعات والحروب ، وهي نافزة لايستغلها الا السياسيون الذين يتمتعون بالذكاء السياسي الوفير ، لانهم من خلالها يستشرفون افاق جديدة تخدم مصلحة شعوبهم في ملاحقة سبل العولمة ، كما ان المهرجانات تجزب رؤوس الاموال ، وتنمي ثقافة السلام بين قطاعات المجتمع ، لان المجتمعات المنكفية علي ذاتها تجدها دائما مجتمعات ، بدائية في سلوك وتصرفات افرادها ، وتجدها ايضا يعتيرها احساس الدونية الذي يشعرها بوضاعتها بين المجتمعات … فمهرجان كادقلي الاول للثقافة والتسوق مناسبة واحتفائية تاريخية يفترض في كل غيور عاقل من ابناء ( الجبال) ان يقابلها بالورود والزهور وان يفرش لها البساط الاحمر ، لانها ظاهرة صحية و( كرنفال ) حضاري ، ما كان يمكن ان يقوم في ولاية جنوب كردفان ، الولاية التي يعيش مواطنيها ( اكتئاب ) الحرب ، لولا فطنة واليها المفدي الدكتور عيسي ادم ابكر ، الذي يدرك بحدس ( الدكاترة ) ان السلام لا تصنعه البنادق المقاتلة وانما يتحقق بتاثير وتاثرات الثقافة …
هذا هو منطق العلم والعلماء ، فمن يقنع الجهل والجهلاء !!! .