مقالات متنوعة

اسامة عبد الماجد : شجاعة وزير أسبق

* من الطرائف التي تروى بمصر أن أحد رجال المباحث كلّفه رئيسه أن يتصل سراً برجل مباحث آخر في أحد المقاهي، يدعى (حسين) و أعطاه أوصافه، فجاء إلى المقهى و طلب من صاحبه أن يرشده فسأله صاحب المقهى: (أي حسين أنت عاوز؟ في عندنا عشرين حسين .. حسين النجار، حسين بتاع الموبيليا)، فوصف له الرجل حسين الذي يريده فقال له صاحب المقهى (آه أنت عاوز حسين الجاسوس) و نادى من مكانه بأعلى صوته: (حسين الجاسوس، فيه هنا حد عاوزك).
*ولكن المؤتمر الوطني، يريد محمد حاتم الآن ليعرف منه حقيقة تحويل نيابة المال العام لملفه إلى المحكمة.. ونحن (عاوزنه) ، لنقول له كن مثل وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق أزهري التجاني، حتى تحفظ للحزب الحاكم مكانته وقدره.
* ونقول لك عزيزي القارئ لماذا نطلب من حاتم أن يحذو حذو القيادي أزهري التجاني ؟؟ .. أزهري قبل سنوات قلائل وعندما تم اتهامه بالفساد في قضية الأوقاف الشهيرة، تعامل بشجاعة يُحسد عليها مع الأمر.
* يقيم أزهري بحي الهدى بشرق النيل النيل، وعلى مقربة من منزله، مسجد كان يلقى فيه بعض الدروس لأجل التذكرة عقب صلاة المغرب.. قطعاً بعد اتهامة لو اعتلى المنبر سيكون هو وحزبه وحكومته أضحوكة.
* لكن أزهري فاجأ الجميع واعتلى المنبر، وقال للمصلين لعلكم سمعتم بتوجية اتهامات لي، ولأنني لا أحب أن تتغير النظرة تجاهي أو أفقد احترامي بينكم ، أعلن عدم وقوفي أمامكم حتى يقول القضاء كلمته.
* بعدها تقدم عدد كبير من المصلين لتحية أزهري على شجاعته، ودعوا له بأن يفك الله كربته .. وظلوا على تواصل معه في منزله، بل إزدادت معرفته بجيرانه وتوثقت صلاتة بهم بشكل كبير.
*وربما يكون البعض قد انضم للمؤتمر الوطني نتيجة لموقف أزهري، أو تعاطف مع الحزب على أقل تقدير، فالاحترام والتقدير يُكتسب في مثل هذه المواقف.. ومعدن الشخص يتجلى عند مثل هذه الخطوب.
* لكن تكشفت له حقيقة أخرى، مؤلمة وصادمة، حيث انقطع عنه إخوانه ولم يسأل عن أحد ولأكثر من عامين كان يمشي بانتظام ويشهد جلسات المحكمة، وكان يدافع عن نفسه ليقينه من براءته.
*بل كان أزهري يشهد اجتماعات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، وعينه في عين الجميع علي عثمان ونافع علي نافع وآخرين ولا أحد منهم تبرع يوماً أن يسأله ماذا حل بك؟، عدا الوزير وقتها دكتور عوض الجاز.
* تمت تبرئة أزهري في ديسمبر 2013 بعد ثلاث سنوات من (التلتلة) في المحاكم ، فانتصر لذاته ولأهله، ولا أقول انتصر لحزبه، واحتفل به أهله في كردفان، احتفالاً تاريخياً نقلته الصحافة.
* تم إعفاء وكيل الإعلام عبد الماجد هارون، وتم ربط الإعفاء بتحريك بلاغ في مواجهة محمد حاتم وحولت النيابة البلاغ إلى محكمة المال العام.. ليت محمد حاتم يسلك طريق أزهري ولا يعتلى منبراً سياسياً، فالقضية ليست هارون وإنما سمعة حزب حاكم هي الآن في المحك.