سهير عبد الرحيم : هملة آثارنا 2
في حوش هيئة الآثار تقبع هنالك أربع شجرات ضخمة من الصندل تفوق أبعاد كل واحدة منها مساحة شجرة نيم كبيرة، الأشجار والتي يتجاوز عمرها الخمسين عاماً ظلت داخل حوش الهيئة تعطر أجواءه برائحة الصندل الفواحة وتقف شامخة في منتصفه وهي تحكي عن بصمة تاريخية مميزة في أحد الأيام وفي نهاية الدوام وعقب مغادرة الموظفين مبنى الهيئة إلى منازلهم امتدت يد آثمة وقامت بقطع واحدة من تلك الأشجار.!!.
وفي اليوم التالي وبعد حضور الموظفين اكتشفت المهندسة الزراعية بالهيئة إختفاء الشجرة. عقب إبلاغ المدير وفتح بلاغ بالحادثة إتضح أن السارق حاول سرقة الشجرة عن طريق قطعها بفأس وحين استعصت عليه الشجرة قام بقطعها بمنشار كهربائي.. السؤال الذي فرض نفسه مع الحادثة من أين قام اللص بتوصيل التيار الكهربائي إلى المنشار في حين أن أقرب قابس كهربائي إليه يمر بمنطقة الحراسة؛ وكيف لم ينتبه له أحد أو حتى يسمع صوت قطع وسقوط الشجرة وارتطامها بالأرض.
المشكلة لم تكن فقط في من سرق وكيف سرق.. ولكن المشكلة الكبرى في أن هذه الحادثة قد مر عليها أكثر من عام ونصف دون أن تصل شرطة السياحة فيها إلى حل يزيح اللثام عن لغز اختفاء الشجرة، قبل أسبوعين تم تحويل البلاغ إلى نيابة المال العام. الآن ننتظر لنعرف إلى أين سيقودنا لغز اختفاء الشجرة علماً بأن قيمة تلك الشجرة أكثر من مليار جنيه وذلك لما تحتويه من صندل كثير.
إختفاء الشجرة أو اختفاء مبنى الهيئة نفسه غير مستبعد وذلك بسبب الفراغ الإداري الذي يخلفه كثرة أسفار وتطواف مدير الهيئة في القبل السبع.
إن كاميرات المراقبة أصبحت تستخدم في البقالات ودكاكين الثياب لمراقبة الأحذية والشرابات.. حرام أن تسرق شجرة صندل أثرية دون أن ترصدها كاميرا. خارج السور:
الجفلن خلهن أقرع الواقفات.. الحقوا الثلاثة شجرات الفضلن قبل ما يلحقن أمات طه.