عمر الشريف

الى أين نتجه


إنطلقت رحلة الوثبة السودانية فى إتجاهها للأمام لتحقيق هدفها وغايتها لكن تلك الرحلة لم يتم التجهيز والاستعداد لها من قبل ولم تحدد وجهتها ولا طريق سيرها ولا ركابها حتى الآن ولحماس السودانين لهذه الرحلة التى تعتبر أول رحلة لهم بعد ربع قرن يريد الكل المشاركة فيها ولهم الرغبة بالفوز بتوجيهها وتحريكها حتى تصل الى بر الأمان وتحقق حلمها . الرحلة التى قال قائدها بأنها لن تستثنى أحدا ولن تنتظر متأخرا ولن تؤجل زمنا ، نتمنى أن يشارك فيها الجميع لآنها ليس رحلة شخص ولا حزب وإنما رحلة وطن وأجيال .
تقارب نظرات المعارضة إتجاه هذه الرحلة يبعث الأمل فى نجاحهها وتحتاج النية المخلصة والصدق والعمل بكل جد وعزيمة لمصلحة الوطن. رغم إننا نشعر بمرارة مشاركة البعض فيها لما بدر منهم إتجاه هذا الوطن ولما تسببوا فى تأخير تقدمه وتنميته وأستقراره وتشريد مواطنه وهدم بنيته لكن مادام الجميع اقتنع بأن توحيد الصف والكلمة هى هدفهم وإستقرار الوطن هو مطلبهم وراحة المواطن هو مقصدهم والأمن هو هدفهم فلا مانع من وضع ايدينا فوق بعض لكى تغسل شوائبها مصلحة الوطن .
هذه الرحلة التى تمر عبر مرتفعات ومنخفضات ومستنقعات وبحار وصحراء فى ظل الاجواء الساخنه والمتغيره يغلب عليها غبار السنين العجاف وضياع الاجيال وفساد الاخلاق والمال تحتاج منا لوقفه جادة وحازمة بعيدا عن الحزبية و المصلحة الخاصه حتى تعبر تلك المخاطر بسلام وتعيد البسمة والمكانة التى فقدنها . الجميع بخبرته ومكانته مطلوب منه المشاركة وإذا وجد ثقبا أن يرقعه وإن وجد نقصا أن يكمله وإن شاهد مخربا أن يحذر منه . لنجاح رحلتنا يجب علينا تشكيل لجان متعددة كل لجنة تتابع مهمتها وعملها . وصيتنا لتلك اللجان أن تخاف الله فى نفسها وأهلها ووطنها وأن يكون إخلاصها لله ثم الوطن وتتكون من كل بقاع الوطن بغض النظر عن إنتمائها أو أفعالها السابقة .
تذكير وتنبيه … بلادنا ولله الحمد من البلاد التى حباها الله بخيرات كثيرة وشق فيها أنهارا وجعل أرضها تؤتى أكلها وأنعامها تجود بشحومها ولحومها وألبانها ومعادنها نقية ولله الحمد والمنه . علينا أن ننتبه من أعدائنا الذين لايتمنون تقدمنا وإستقرارنا ولحماية وطننا وإقتصادة وتنميته وتطويره أن نشكل لجان ذات الخبرة والعلم ومعرفة عندما نستورد ما نحتاجه حتى لا نقع فى أخطاء مدبره لنا ونستفيد من مشكلة ديون سودانير وتكون عبره وقضية التقاوى عظة والحظر درسا لنا . يجب أن لا نترك حرية الاختيار والقرار بيد وزير أو وزارة أو شخص معين يخدع او يرشى أو يغدر به ويضيع الوطن كله بسبب احتكار القرار . شراء الاسمدة او التقاوى يحتاج بحث وإختبار وتحليل وتجربة قبل أن يتم شراءه وإنشاء مصنع يحتاج لتوفير الآليات من مصادرها وقبل الشروع فيه يتم الاتفاق وذلك بعمل عقود ملزمة بشروط تضمن حقوق شعبنا واستمرار استثمارنا .