اسحق احمد فضل الله

مرق السقف يطقطق.. لان!!


السيد رئيس التحرير.. في بداية السلسلة هذه نستعير بيت صلاح (وحدث صاحب الحانة ينزل لي الراية) > وصلاح يعني انه سوف يحدث حديث (المبسوط) الذي يكشف حال كل شيء .. و(يكشف).. وهو يرقص > وصلاح يرقص طرباً لانه اعتقد ان اكتوبر.. خلاص.. جاء بالفرج > ونحن نرقص الآن لاننا نعلم أنها خلاص.. جاءت بالخراب > الخراب ما لم يصرخ أحد > السيد رئيس التحرير.. من فضلك .. دعنا نكتب كتابة عريضة بعرض مصيبتنا.. > السيد القارئ.. دعنا نكتب كتابة بعمق الدمل الناغر فينا > السيدة الحكومة.. السيد الشعب تصبح الضرورة هي ان يصرخ صارخ عن ان الدعارة السياسية ودعارة الوهم الشعبي (وهم مديح الذات الذي يقتلنا).. الدعارة هذه تبلغ الآن اتخاذ احفاد وذرية..!! فلابد ان يصرخ احد (2) > وامس الاول نحدث عن قرارات فردية تصبح غطاء حكومياً للتهريب والخراب > وامس نحدث عن صناعة الوهم ( وهم ان التوقيع على وثيقة السلام هو ضربة الحجر التي تصنع اثنتي عشرة عينا من الجنة)! > ونحدث عن ان الخداع هنا مقصود .. لانه يصنع ماوراءه من خراب اكبر > ثم خراب سلامة النية.. حيث يظن بعضهم انه يحمي الخزينة وهو يربط الدولار في (وتد) 6.700 جنيه.. ثم يطلب من العاملين بالخارج تجاوز السوق الذي يسكب عندهم خمسة عشر جنيهاً للدولار (3) > والخراب الحكومي مثله الخراب الشعبي > والخراب الشعبي/.. والجزيرة نموذج صغير.. صغير.. فيه/ .. الخراب هذا يجعل مشروع الجزيرة (مليون فدان) مشروعاً يملكه مليون مالك > عندها تصبح الزراعة الآلية مستحيلة > عندها يصرخ الناس في وجه الدولة يطلبون بعنف.. اصلاح الجزيرة > والخراب الشعبي.. والصراخ الشعبي نموذجه هذا.. واحداً من الف > ثم نمدح انفسنا.. ونمدح (4) > ورسام مصري شهير (جمال كامل) يرسم /قديما/ في صباح الخير دراسة لدرجات الغباء .. في الوجوه > وعند وجه معين (وجه يبتسم في غباء ويرفع اصبعه لاستغفالك) جمال يكتب > اخطر درجات الغباء.. حين يفكر الغبي في استخدام عقله لخداع الآخرين > ويستغفلوننا.. > وايام السينما اللذيذة.. الفتاة التي يطاردها مجرم تختبئ في غرفة.. وتظل تنظر الى الباب في رعب > والباب يفتح.. سيييك..ببطء.. ببطء شديد > وانت .. في صالة السينما في الظلام والفتاة كلكم يكتم انفاسه > وقطة.. تدخل .. كانت هي من يدفع الباب > وانت .. والفتاة كلكم يتنهد في راحة.. والكاميرا تتبع القطة التي تقترب من الستارة > ومن تحت الستارة .. حذاء!! > المجرم خلف الستارة!! > والآن التوقيع > وانت تتنهد في راحة .. لكن متابعة القطة تقودك الى شيء خلف الستار > فالامر كله ليس اكثر من تطوير الاسلوب القديم للعمل الثابت عن المعارضة > الخدعة..!! > والمعارضة منذ 76 تخادع بعضها بعضا.. وتخادع الدولة والناس و.. > وعام 1976 الصادق يتسلل من خلف المعارضة الى النميري.. والرجل كان يعتقد انه.. بمصالحته وبقاء الاسلاميين في الخارج.. يقضم نصيباً من الحكم من هنا.. ويجعل من الاسلاميين.. الذين لم يصالحوا.. بندقية تهدد رأس النميري من هناك > وبالاسلوب ذاته.. ومع تطوير مناسب.. انشقاقات الاحزاب الممتدة ليست اكثر من تبادل ادوار > شتائم نهاراً > ولقاء في كافوري والقاهرة ليلاً.. للتنسيق > والتوقيع الآن تطوير آخر > والدولة تعلم (5) > الدولة اذن.. والمعارضة اذن.. والشعب.. العامة اذن ومخابرات اجنبية اذن و.. و.. كلهم يردم كل شيء فوق سقف السودان .. لينكسر المرق.. > و(العمى) عن رؤية هذا يصنع باسلوب مدهش في بساطته > يصنع بالتعود .. ولا شيء اغرب مما يعتاده الانسان > والفرنسي الرحالة ( دولا كونداين) يحدث عن شعب بدائي لا يعرف من الحساب الا واحد.. اثنان.. ثلاثة > قال الرحالة: مع ان كلا منهم يرى في يده خمس اصابع.. لكنه التعود .. ونحن اسلوب المعارضة عندنا هو.. تخريب .. وتخريب في تعود حمار اللبن على طريق واحد > والمحامي سبدرات يحصي عشرين حكومة.. والف سياسي.. والآلف هؤلاء لا تجد فيهم من يذهب خطوة واحدة خلف الكلمة المعتادة ( أنا.. انا..) > فلا احد يقدم مشروعاً واحداً .. واحداً.. مثل ما هي مهمة أهل السياسة في العالم كله (6) > وكلنا.. الناس.. واهل السياسة ندور حول الوتد هذا > وثور الساقية لا يرى ابعد مما تحت اظلافه > وبعض الرؤية هذه الذي يدور بنا منذ نصف قرن هو > الامطار تغرق العاصمة امس الاول > وعام 1967.. مؤتمر القمة في الخرطوم.. والخرطوم يغرقها السيل.. والكاريكاتير يرسم (البلدية) يومئذ.. امرأة غائصة في السيل حتى الركب وهي ترفع يديها الى السماء تتوسل > يا ميكائيل.. انا في عرضك.. العاصمة فيها ضيوف > وما بين 1967 واليوم العاصمة تغرق لانه لا يخطر لاحد ان يرسم (كنتور) للعاصمة > فـ(الكنتور) يكشف مسار الماء.. واين يلتقي السيل بالسيل ليذهب الى البحر في نصف ساعة.. لكن ….. > وكأن شيطاناً يعترض القلم فنحن نراوغ السطور لنخلص الى ما نريد (صناعة الخراب) لنجد ان المقاطع هذه كلها تعترض الحديث > وما يمنع رسم الكنتور للذهاب بالسيل هو ذاته ما يمنع الدولة/ كل مكاتب الدولة/ من التعامل الذي ينقذ السودان من الخراب.. ما يمنع السودان من الخراب هو التنسيق > ليدهشنا امس الاول حديث في الخارجية > وخطة كاملة لانقاذ السودان (تنزلق) من لسان بعضهم دون ان يشعر هو بما يقول …. > وزارة التنمية البشرية تجد ان شيئاً غريباً يهلك المال ويهلك السودان > وان الوزارات ترسل بعثات التدريب > وان دول العالم (الصين مثلا) تستقبل وفداً سودانياً للتدريب > وفي العام التالي تستقبل الوجوه ذاتها والاسماء ذاتها للكورس ذاته!! لانه لا تنسيق > و… والنماذج الف > ووزارة التنمية تتفق مع بنك السودان الا يصدق بدولار واحد الا بتوقيع مدقق من وزارة التدريب *** > شعب يخدع نفسه اذن.. > وساسة يخدعون انفسهم والشعب اذن > وسياسات.. اهلها كل منهم يرى ما تحت اقدامه.. ثم لا خطوة وراءها اذن > والسياسات هذه تنجب ثعابينها اذن > و(بعد النظر) شيء يجعل نائباً في برلمان المانيا يصرخ في وجه السيدة (ميريكل) : كيف تنفق الدولة سبع مليار دولار على العطالى.. يأكلون وينامون؟ > قالت السيدة : نعم.. حكومتي تنفق سبع مليار على العطالة حتى لا تضطر لانفاق سبعين مليار دولار .. لمحاربة الجريمة.. فالعاطل الذي لا يجد.. هو قنبلة جريمة > وخداع منا ومنك ان نطلب من الخرطوم ان تفعل مثلها.. لابعاد الجريمة فكل احد يشتري الدواء على قدر(فلوسه) > لكنك تستطيع ان تطلب من الخرطوم الا ترتكب هي الجريمة باسلوب وزارة الصحة > فمستشفى ضخم يقيم داراً تستضيف مرضى السرطان من الاقاليم وسعتها ثمانون سريراً > وآلات السرطان ثلاثة > ومنذ رمضان تتعطل الاولي والثانية.. والثالثة الاسبوع الماضي > والمرضى سبعمائة.. لان الآلات تعطلت > ومن يجد يطير الى الخارج.. ووزارة الصحة .. لانه لا تنسيق.. تسكب الدولارات الشحيحة .. لمستشفيات العالم > ومن يعجز عن السفر يفترش الطريق > ومن يعجز عن هذه وهذه.. يموت.. لان وزارة الصحة لا تدفع قرشين او ثلاثة > لعلها تصرف على ( التدريب)!! (7) > المواجع .. المواجع > والسوداني يفخر > و اهل قبيلة سودانية يحملون احدهم مصاباً بالفكك في قدمه الى البصير > وهناك يجدون البصير يعالج قدما مفكوكة لشخص من قبيلة منافسة للاولى > وهؤلاء ينهالون بالسخرية على الرجل الذي يصرخ > ثم ينتبهون الى ان صاحبهم هذا بدوره ( جرسة) > وقبل ان يجدوا ما يفعلون يفاجأون بالبصير يترك الاول ويتناول قدم صاحبهم يعصرها > كتموا انفاسهم ينتظرون الصراخ.. ولا صراخ.. ولا صراخ.. ولا صراخ > والرجال يخطفون صاحبهم في فرح غامر وينهالون عليه بالتهاني لشجاعته > واحدهم يسأله : لكن يا فلان .. كيف صبرت كل هذا الصبر دون ان تصرخ المريض قال : دا كلامك ؟! ما انا اديته الكراع السالمة > ونحن.. نحدث ابتداء من اليوم.. عن الدولة والشعب والمعارضة و.. و… لكنا نعصر الكراع المفكوكة ولا يخدعنا احد بالأخرى. نحدث بهذا لان السقف يطقطق.. فاما هذا واما.


‫2 تعليقات

  1. وبمناسبة ربط الدولار .. وربط المؤتمرات واللقاءات حتى أصبحت مفروضة كرمضان والحج ومنذ عشرات السنين في شهر تمانية ينعقد مؤتمر المرأة المهاجرة ، ويوم كذا شهر كذا مؤتمر الجاليات بالخارج .. ويوم كذا شهر كذا لقاء النساء المغتربات .. ويوم وراء يوم . ودا كلو كوم وأن لايحضر هذه المؤتمر ممثلا لوزارة الخارجية دا كرم زايد .. مؤتمرات تكلف ملايين الدولارات.. ولا أحد من الخارجية ولا جهاز المغتربين ولا سعادة السفراء بالخارج .. يقول (أنا) .. ونفس القالب منذ السبعينات ونفس المقلب . والله كريم ترخص الدولار ..

  2. ودعارة الوهم الشعبي (وهم مديح الذات الذي يقتلنا)..دا تخصصك ….. انت قاعد تمدح في الحكومة وانها واعية وأن عندها خطة لكل شيء وأنها من الذكاء الشديد بحيث كل تصرف منها وراءه مغزى لمصلحة البلد وأن مخابراتنا دوخت مخابرات العالم ولبستها في اصبعها الصغير !!…. الآن جاي تقول اننا قاعدين سااااااي امفكو… والحكومة اي زول فيها شغال براه بدون تنسيق