خالد حسن كسلا : (عرس) وخراب ديار وستين نيلة
> الصادق المهدي ..يدوس على كل أعراسه الوطنية مع الحكومة منذ نداء الوطن ..والآن يصف التوقيع على خريطة الطريق بأنه عرس للسودان . > عرس لم يشهده عبد الواحد محمد نور ..ولو كانت قوات الحكومة قد حسمت قواته فإنها أيضاً حسمت قوات غيره في قوز دنقو. > فهل يمكن إقامة (العرس) بدون عبد الواحد؟ فهو لم تهزمه الحكومة وحده في الميدان . > لكن الحكومة تقود برنامجين ..برنامج الدفاع الوطني وبرنامج الحوار الوطني ..لذلك هي ترحب بعرس التوقيع وتستمر في أعراس الانتصارات الميدانية في نفس الوقت.. فالوقت لكليهما . > لكن ماذا بعد العرس في قراءة الصادق المهدي المستقبلية؟ > هل هو خراب الديار؟ ليس بالضرورة أن يكون الخراب فقط هو الحرب وآثارها بجنود يمكن أن يتحولوا من الحركات الموقعة إلى التي رفضت التوقيع . > خراب الديار.. يمكن أن يكون بشكل اقتصادي ..ومشكلة السودان بعد عرس انتصار الجيش على المتمردين في كل المناطق عدا كاودا التي تقيم فيها منظمات الفتنة الأجنبية كدروع بشرية لصالح حماية خطوط امداد التمرد ..مشكلة السودان الآن اقتصادية . > إهدار المال العام في الإنفاق على برنامج الحوار الوطني بما فيه عرس التوقيع الأخير يقول بأن تكلفة السلام ليست أقل من تكلفة الحرب . > والحرب انتهت ..في مرحلتها هذي ..ولكن المؤامرة مستمرة.. والصادق يحتفل بعرس التوقيع ..لأنه وجد فيه الظهور الاعلامي بصورة مختلفة . > لكنه هل قرأ التوقعات في مرحلة ما بعد هذا العرس؟ إن بعد العرس عسراً .بعده ضرب برنامج الاقتصاد الوطني ببرنامج الحوار الوطني . > فقد ضرب برنامج الدفاع الوطني برنامج واشنطون وإسرائيل في شكل مشروع التمرد ..فالعدوان الأجنبي اصبح بالوكالة.. وبأجيال تمرد متعاقبة ..جيلاً عن جيل . > وضرب برنامج الحوار الوطني برنامج طموح قادة التمرد .. وجاء عرس التوقيع ..وكل الخوف أن تضرب القوى الأجنبية بهذا العرس الوهمي ثمار برنامج الدفاع الوطني ..برنامج الجيش الموحد المتحد . > واشنطون في جنوب السودان تملك تحقيق رغبتها هناك باستمرار ما دام أنها ترعى اتفاق السلام المتضمن في احشائه بذرة نسف السلام ..وهي تثبيت وجود جيشين . > هذا لا سبيل إليه في السودان ..وهو ما يسوء القوى الأجنبية لذلك هي توفر مثل. > لكن مشكلة الجيش السوداني الموحد هي استمرار برنامج الدفاع الوطني وانتقاله من مرحلة إلى أخرى . > ورغم ذلك يأتي من يحتجون على ارتفاع ميزانية الدفاع ..دون أن ينتبه إلى اعباء برنامج الدفاع الوطني في كل مرحلة وأخرى. > ماذا بعد عرس التوقيع يا سيادة الصادق المهدي؟ هل تملكون حماية هذا العرس ليتوقف برنامج الدفاع الوطني ويستمر برنامج الحوار الوطني ..أم أن الحكومة المنتخبة في الخرطوم ستظل تقود الأول مع رعايتها للثاني؟ > السيد الصادق رغم إنه بامكانه أن يستأنف مشاركته ونشاطه في الحوار الوطني بالداخل، إلا أنه اراد ان يواصل ما قطعه من الخارج . > ويتحدث عرمان عن دور النافع المغفل الذي يلعبه لصالح مصالح المتمرد الذاتية والشخصية الصادق المهدي . > حنة الحوار الوطني في الخرطوم والعرس في أديس ايابا.. لكن السيرة كانت في قوز دنقو وجبل مرة وجنوب كادقلي وجنوب النيل الازرق . > إذن ما وقع عليه الصادق هو عرس وخراب ديار .. وستين نيلة . غداً نلتقي بإذن الله.