السودان والسعودية .. معركة أممية
٭ من الطرائف التي تروى عن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة السعودية ، وبمشاركة فاعلة من السودان ، أن أحدهم سأل يمنياً زهجان من الحوثيين ، فقالوا له أيهما تشجع ريال مدريد أم برشلونة ، فقال أنا أشجع فريق عاصفة الحزم.
٭ وبالطبع كلنا نشجع هذا الفريق وبقوة .. لكن نزول هذا الفريق في الملعب اليمني ، دفع الأمم المتحدة لمحاولة إشهار (الكرت) الأحمر، وذلك بإبرازها البطاقة الصفراء ، وتوجيهها اتهامات خطيرة للتحالف بقيادة الشقيقة السعودية.
٭ صدر قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن إدراج التحالف في قائمة الجماعات والدول التي تنتهك حقوق الطفل، وحمَّلته المسؤولية عن ستين في المئة من الضحايا في صفوف الأطفال.
٭ كانت بداية معركة جديدة بقيادة السعودية مع المنظمة الأممية ، وكانت خطوة غير مقبولة من الأمم المتحدة ، لها تأثيراتها على التحالفات بالمنطقة ، وتأثيرها بشكل مباشر على السودان، الذي علاقته بالسعودية من أفضل العلائق بالمنطقة.
٭ تصدت السعودية مشكورة وحملت عنا عبء مواجهة القرار الجائر وبدأ تحرك دبلوماسي سعودي في هدوء تام، عبر وزير الخارجية عادل الجبير، و بتوجيهات من خادم الحرمين وكان السودان على الخط.
٭ وبالمقابل تمت المواجهة على المحور العسكري عندما صوب المتحدث العسكري باسم التحالف أحمد عسيري، مدفعية اتهماته للأمم المتحدة ووصف موقفها بالمتناقض، لجهة عدم اعترافها بانقلاب الحوثيين واستيلائهم على السلطة، وفي ذات الوقت تتعامل معهم وتخاطبهم بشكل رسمي.
٭ قادت السعودية وحلفاؤها حملة ضارية على المجتمع الدولي الذي ظل في كثير من الأحيان يلعب على حبل التناقض، ويكيل الكيل بمكيالين، وتظهر بعض مواقفه الحالة المعيبة التي تكون عليها قراراته.
٭ ولكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح ، ولا صوت يعلو على صوت الحق ، فانتصرت الدبلوماسية السعودية في معركتها ، وهو ليس بانتصار سعودي فقط بل هو لكل حلفائها وفي مقدمتهم السودان، حيث تم رفع اسم التحالف من قائمة الدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.
٭ إن ذلك الانتصار الدبلوماسي يعد دعماً للعمل العسكري الذي يقوم به التحالف ، ثم أنه تأكيد على شرعية التحالف نفسه، الذي يعمل على إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي والقانوني في اليمن الشقيق.
٭ ظل دور السودان مقدراً في الأزمة اليمنية بفضل التنسيق الكبير مع المملكة السعودية واللقاءات المتعددة بين الرئيس البشير وخادم الحرمين الشريفين، ومايليها من لقاءات على مستوى وزارة الخارجية أو عبر مبعوث الرئيس الفريق طه عثمان.
٭ تم تمزيق قرار وضع التحالف في القائمة السوداء ، وذلك تأكيد على مضي السودان على صعيد علاقاته الخارجية وتحالفاتها في الطريق الصحيح ويضع يده على يد أشقائه.
* على الحكومة إلقاء الضو على هذا الانتصار الذي تم مؤخراً .. وشكراً للسعودية حكومة وشعباً.