معاوية محمد علي : (تراجي) يديا
اتهمت تراجي مصطفى التي يعرفونها بالناشطة السياسية صحفيين بتلقي رشاوي من نواب بالبرلمان، ومن والي إحدى الولايات، وذلك في منبر (الحوار مابعد الجمعية العمومية) بمركز الإنتاج الإعلامي بالخرطوم أمس الأول، ووصفت تراجي الصحفيين بالمطبلاتية.. مشيرة الى أنها تعرف الصحفيين الذين تلقوا الرشاوي، وبالطبع لن نعقب بذات الجهل التي تحدثت به هذه التراجي ولا بانفعال، ولكن دعونا نسأل وبهدوء من هي تراجي مصطفى!! ومن منكم كان يعرف هذا الاسم قبل مؤتمر الحوار الوطني، ومَن مِن الشعب فوضها لتمثله في الحوار أو غيره؟.
أنا واحد من الذين كانوا لا يعرفون تراجي ولم أسمع بها، وذلك لا يعني أنني جاهل، لأنها ليست نجمة في سماء السياسة، وليس لها دور نعرفه في المجتمع، حالها كحال معظم السياسيين الذين هم بلا أدنى مؤهلات تؤهلهم لينوبوا عنا في أي محفل، ولكنها الصدفة وغباء السياسة الذي يمكن في لحظة أن يجعل من الجاهل سيداً للعلماء، وعدو الأمس صديق لليوم، وغيرها من نظريات السياسة البغيضة.
لن أتهم تراجي بأية تهمة ولن أحقر من شأنها، ولكن أقول إنها واحدة من (تراجيديا) الحياة السياسية في السودان التي أبت إلا أن يتواصل مطر الأحزان، فكلما جفت منا دمعة، نزلت منا دموع، وكلما إلتأم جرح، نزف آخر ، لتجئ تراجي و(تتم الناقصة) وهي تكشف لنا ما يتمتع به بعض سياسيينا من فكر فطير، وخلو (جرابهم) السياسي من الحكمة، وإلا من كانت أطلقت إتهاماتها على وجه التعميم، وفي هذا التوقيت الذي نحتاج فيه الى الإتفاق ولم الشمل الذي (تشتت)، وتحتاج فيه الصحافة إلى صفاء الأجواء لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل، لا أن تشغلها تراجي بإتهامات بلا أسانيد ولا داعي لها، وكان الأولى من أختنا تراجي أن تقوم بالرد المباشر على من يخالفونها الرأي وفي صحفهم، بدلاً من إفساد منبر إعلامي كنا نرجو من ورائها الكثير الذي يدفع بعجلة الحوار إلى الأمام.
خلاصة الشوف:
ليتها تعلم أن اتهام الصحافة لن يصنع منها بطلة قومية، لكن البطولة الحقيقية في الرجوع عن الخطأ والاعتذار .