سهير عبد الرحيم : بلطجة المُعتمد
حين سرقت المرأة المخزومية في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع يدها دون أن ينظر إلى حسبها ونسبها؛ فلجأ أهلها إلى المقربين من رسول الله ووقع اختيارهم على الشاب اللطيف أسامة حب رسول الله. فعرضوا عليه الرأي، فذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فجلس أمامه، فقال له صلى الله عليه وسلم: ماذا في صدرك؟ قال: يا رسول الله! المرأة المخزومية التي حكمت عليها بقطع يدها نريد أن تعفو عنها، فغضب عليه الصلاة والسلام ورفع صوته على أسامة قائلاً ويحك! وجئت تشفع في حد من حدود الله يا أسامة ثم خطب في الناس بالقول (يا أيها الناس! إنما اهلك الذين كانوا من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله ووالله وتالله وبالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها).
في هذه الأيام تنشط في ولاية النيل الأبيض وفي مدينة تندلتي تحديداً حركة دؤوبة من الوساطات والأجاويد وذلك لإغلاق ملف (بونية) المُعتمد الشهيرة.
وفود وزعامات وناس ماشة وناس جاية كل ذلك من أجل إطفاء معركة البونية وسحبها إلى سجلات النسيان. وبين ليلة وضحاها تحوّلت ولاية النيل الأبيض إلى مَضارب قبيلة بني مخزوم الذين أخذتهم العزة للدفاع عن امرأتهم بالحق والباطل. الوفود التي غادرت إلى هناك لم تذهب لبحث مشاكل المواطنين وإعانتهم على الفقر والضائقة المعيشية التي تضرب أصعاق المدينة ولم تذهب كذلك لإغاثة الملهوفين والمتضررين من الأمطار أو الذين يُعانون الأمرين من القرارات الجائرة لبلطجية المحلية، بل ذهبوا ليشفعوا لدى مُواطن تلقى بونية من معتمد المحلية في صمة خشمو.
المُواطن ولمجرد انتقاده الوضع الماثل في طريقة التعامل مع تجار الخُضر والفاكهة، تعرّض لبونية من يد المعتمد أسقطته أرضاً في منتصف سوق المدينة.
المعتمد صالح السيد أبو عسيل والذي يعتقد نفسه في حلبة مصارعة قام باستخدام يديه في أسوأ تصرف لمسؤول وقيادي تجاه مُواطنيه، المشكلة ليست فقط في تصرف المعتمد وإنّما في مُحاولته فتح بلاغ كيدي ضد الرجل ثم بعد فشل بلاغه فتح الباب أمام اجتهادات الأجاويد، في الآونة الأخيرة كثرت أساليب العنتريات والإساءات اللفظية من قيادات المؤتمر الوطني بصفة عامة تجاه المواطنين وذلك ابتداءً من التريقة والإساءات اللفظية وانتهاءً باستعمال القوة البدنية.. هل يا ترى أصبحت من ضروريات عضوية الوطني الخُضوع إلى دورات تدريبية قتالية من فصيلة البونية والإساءات إلى المُواطنين، أم أنّها أحد أساليب معتمد محلية تندلتي في إدارة شؤون محليته.
خارج السور:
لو كنت مكان المواطن زهير فرح فلن أرضى بحكم سوى القصاص.. وفي السوق وأمام الجميع.. مُحتاج ليك يا زهير بس لي لاندكروزر تنط منها لحظة البونية.
-